للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والسراويل: فارسي معرب يذكر ويؤنث (١)، وبالنون بدل اللام وبالشين المعجمة بدل المهملة.

والتُّبان: -بالضم- قصير شبه السراويل، مذكر.

والقباء: ممدود لانضمام لابسه بأطرافه، فارسي معرب وقيل: عربي، قال كعب فيما نقله الفارسي (٢) في "مجمع الغرائب": أول من لبسه سليمان بن داود - عليه السلام -، فكان إذا دخل رأسه في الثياب لنصت (٣) الشياطين يعني: قلصت أنوفها.

وفيه: الاكتفاء بالثوب الواحد إذ هو الواجب الكافي للعورة.

وقول عمر - رضي الله عنه - دال على ذلك، فإن جمع الثياب في الصلاة استحباب بقول عمر في تبان ورداء دلالة على أن الرداء ليشتمل به؛ لأنه لا يكون الرداء مع التبان أو السراويل إلا ليشتمل به.

وقوله: (جمع عليه، صلى) يريد: ليجمع وليصل؛ إذ هو أطلق الماضي فيه وأراد المستقبل لقوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} [الصف: ٦] أي يقول، كذا قال ابن بطال (٤).

واعترض عليه بأنه في معنى الشرط، فالماضي فيه والمستقبل سواء،


(١) انظر: "لسان العرب" ٤/ ١٩٩٩ مادة: (سرل).
(٢) هو عبد الغافر بن إسماعيل بن أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الحافظ اللغوي الإمام أبو الحسن الفارسي ثم النيسابوري مصنف "تاريخ نيسابور" وكتاب "مجمع الغرائب"، "المفهم لشرح مسلم" كان من أعيان المحدثين بصير باللغات فصيحًا بليغًا عذب العبارة، ولد سنة إحدى وخمسين وأربعمائة ومات سنة تسع وعشرين وخمسمائة. وانظر: "تذكرة الحفاظ" ٤/ ١٢٧٥، "سير أعلام النبلاء" ٢٠/ ١٦، "طبقات الشافعية" ٧/ ١٧١ - ١٧٢.
(٣) في هامش الأصل: من خط الشيخ: ذكره أبو موسى بالسين.
(٤) "شرح ابن بطال" ٢/ ٣٠.