للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وزوجها منه، وأعطاهم عطاءً جزيلا، وأمرهم بالإقامة إلى وقت خروجه، وكتب كتابا، وختمه بالذهب، ودفع الكتاب إلى عالم عظيم فصيح كان معه يدبره، وأمره أن يدفع الكتاب لمحمد - صلى الله عليه وسلم - إن أدركه وإلا من أدركه من ولده وولد ولده أمدًا إلى حين خروجه، وكان في الكتاب أنه آمن به وعلى دينه، وخرج تبع من يثرب فمات في بلافي الهند، ومن موته إلى مولد نبينا - صلى الله عليه وسلم - ألف سنة سواء، والذين نصروه - صلى الله عليه وسلم - من أولاد أولئك الأربعمائة، وفي رواية: أنهم كانوا الأوس والخزرج (١).

وذكر القصة أيضا ابن إسحاق في كتاب "المبتدأ وقصص الأنبياء عليهم السلام" أنه بنى للنبي - صلى الله عليه وسلم - دارا ينزلها إذا قدم المدينة الدار الملاك إلى أن صارت لأبي أيوب، وهو من ولد ذلك العالم الذي دفع إليه الكتاب، ولما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسلوا إليه كتاب تبع مع رجل يسمى أبا ليلى، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أنت أبو ليلى؟ " -ومعه كتاب تبع الأول- فبقي أبو ليلى متفكرًا، ولم يعرف رسول الله فقال: من أنت؟ فإني لم أر في وجهك أثر السحر، وتوهم أنه ساحر، فقال: "أنا محمد"، هات الكتاب، فلما قرأه قال: "مرحبا بتبع الأخ الصالح"، ثلاث مرات، وفي "سير ابن إسحاق" اسمه تباب أسعد أبو كرب، وهو الذي كسا البيت الحرام (٢).

وفي "نقائس الجوهر في أنساب حمير": كان يدين بالزبور، وذكر ابن أبي الدنيا أنه حفر قبر بصنعاء في الإسلام فوجد فيه امرأتان عند رءوسهما لوح من فضة مكتوب فيه بالذهب: هذا قبر


(١) "تاريخ دمشق" ١١/ ٣.
(٢) نقله ابن هشام، عن ابن إسحاق في "السيرة" ١/ ١٥.