للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والفتنة أيضًا: الضلال والإثم والإزالة عما كان عليه، قَالَ تعالى: {وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ} [الإسراء: ٧٣] والفتنة أيضًا: الكفر، قَالَ تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ} [البقرة: ١٩٣]. والفتنة أيضًا: الفضيحة والعذاب، وما يقع بين الناس من القتال والبلية، والغلو في التأويل المظلم.

قَالَ الفراء: أهل الحجاز يقولون: {مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ (١٦٢)} وأهل نجد: (بمفتنين) (١).

ولما رأى عمر أن الأمر كاد أن يتغير، سأل عن الفتنة التي تأتي بعده خوفًا أن يدركها، مع علمه بأنه الباب الذي تكون الفتنة بعد كسره، لكنه من شدة الخوف خشي أن يكون نسي، فسأل من يُذكِّره.

ثالثها:

فتنة الرجل في أهله وماله يصدقه قوله تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: ١٥]، والمعنى في ذَلِكَ أن يأتي من أجلهم ما لا يحل له من القول والعمل ما لم يبلغ كبيرة كالقُبلة التي أصابها الرجل من المرأة في الحديث الآتي وشبهها (٢)، فذلك الذي يَكفرها


= ص ٢٠١. وأثبتناها هنا بما يوافق الكتابة والرسم الحديث. وبعد مراجعة مطبوع "اللسان" ٦/ ٣٣٤٥: وجدت نص سيبويه هذا وفيه: وأفْتَتَنَه هكذا بفتح الألف. والله أعلم.
قلت: يشهد لما ذكرنا ما حكاه أبو زيد في "اللسان" أيضًا: أفتن الرجل بصيغة ما لم يسم فاعله.
(١) انظر: "مشارق الأنوار" ٢/ ١٤٥ - ١٤٦، "الفائق" ٣/ ٨٧، "الصحاح" ٦/ ٢١٧٥ - ٢١٧٦، "لسان العرب" ٦/ ٣٣٤٤ - ٣٣٤٦.
(٢) حديث إصابة الرجل القبلة من المرأة يأتي بعد هذا تمام شرح حديث الباب هندا. أما عن شبههة ففي "الصحيح"منه جملة: =