للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

معها واو العطف. وهذِه الثلاثة معدومة هنا (١).

ومعنى: (إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا): أن تلك الفتن لا يخرج منها شيء في حياتك.

وقوله: (مُغْلَقًا) هو الأفصح؛ لأنه رباعي من أغلقت، وإن حكي غلقت لكنه مرذول.

وأوضح سيدي أبو محمد عبد الله بن أبي جمرة الفتنة في الأهل فقال: هي عَلَى وجوه منها، هل يوفي لهم الحق الذي يجب لهم عليه أم لا؟ لأنه راع عليهم، ومسئول عن رعايتهم، فإن لم يأتِ بالواجب منها فليس مما يكفره فعل الطاعات، بدليل قوله - صلى الله عليه وسلم - للذي سأله إذا قتل في سبيل الله صابرًا محتسبًا، مقبلًا غير مدبر: يكفر ذَلِكَ عني خطاياي؟ قَالَ: "نعم إلا الدَّين" (٢).

وهكذا من جميع الذنوب.


(١) قال ابن مالك:
ونصبوا بإذن المستقبلا … إنْ صدرت والفعل بَعْدَ مُوْصلا
أو قبلة اليمينُ، وانصب وارفعا … إذا إذن من عطف وقعا
وقال ابن عقيل: ولا ينصب -أي: المضارع- بها بشروط:
أحدها: أن يكون الفعل مستقبلًا. الثاني: أن تكون مصدرة. الثالث: أن لا يفصل بينها وبين منصوبها.
انظر: "شرح ابن عقيل" ٤/ ٥ - ٦، "الآجرومية وشرحها" لابن عثيمين ص ١٣٢ - ١٣٣ ففيهما أمثلة تحرر هذا الموضوع ومنهما فراجع.
(٢) رواه النسائي ٦/ ٣٣ - ٣٤، وأحمد ٢/ ٣٠٨، ٢/ ٣٣٠، وأبو يعلى ١١/ ٤٨٠ (٦٦٠٢). من حديث أبي هريرة، وصححه الألباني في تعليقه على "شرح العقيدة الطحاوية" لابن أبي العز ص ٤٥٤، وله شاهد عند مسلم (١٨٨٥) عن أبي قتادة - رضي الله عنه -.