للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المشهور عَلَى أنه مفعول ثان لوتر، وأضمر فيه مفعول ما لم يسمَ فاعله عائدًا إلى الذي فاتته الصلاة. وقيل: معناه وتر في أهله وماله، فلما حذف الخافض انتصب. ومن رواها بالرفع فعلى ما لم يسمَ فاعله.

وقال بعضهم عَلَى أنه بدل اشتمال أو بدل بعض، ومعناه: انتزع منه أهله وماله وذهب بهم، وهو تفسير الإمام مالك (١).

ثالثها:

اختلف في المراد بفوات العصر في الحديث، فقال ابن وهب وغيره: فيمن لم يصلها في وقتها المختار.

وقال الأصيلي وسحنون: هو أن تفوته بالغروب، وقيل: إلى الاصفرار. وقد ورد مفسرًا من رواية الأوزاعي في هذا الحديث، قَالَ فيه: وفواتها أن تدخل الشمس صفرة.

وروي عن سالم، عن أبيه أنه قَالَ: هذا فيمن فاتته ناسيًا.

وقال الداودي: هو في العامد (٢). وهو الأظهر للحديث الآتي في الباب بعده: "من ترك صلاة العصر حبط عمله". وهذا إنما يكون في العامد.

وقال المهلب: هو فواتها في الجماعة لما يفوته صلاة من شهود الملائكة الليلية والنهارية، ولو كان فواتها بغيبوبة أو اصفرار لبطل الاختصاص؛ لأن ذهاب الوقت كله موجود في كل صلاة.

وفي "موطأ" ابن وهب قَالَ مالك: تفسيرها ذهاب الوقت. وعند ابن


(١) انظر قول مالك هذا في: "التمهيد" ١٤/ ١٢٢ - ١٢٤.
(٢) نقل الاختلاف في المراد بفوات العصر في الحديث القاضي عياض في "إكماله" ٢/ ٥٩٠ - ٥٩١، وصنيع المصنف في السياق مقارب جدًّا لما في "الإكمال".