للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأذان: الإعلام (١). وفي الشرع: الإعلام بدخول وقت الصلاة المكتوبة (٢)، واستفتحه البخاري بقوله تعالى: {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} الآية [المائدة: ٥٨] وَقَوْلُهُ تعالى: {إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} [الجمعة: ٩] إما للتبرك أو لذكر الأذان فيهما، أو لأن ذَلِكَ كان بدء الأذان، وأن ذَلِكَ كان بالمدينة، فإنهما مدنيتان، والحديثان اللذان أوردهما عقب ذَلِكَ كانا بالمدينة؛ لقوله: (كان المسلمون حين قدموا المدينة).

وقد قَالَ ابن عباس: الأذان نزل مع الصلاة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ} (٣) [الجمعة: ٩] مع أنه قد روي أن الأذان كان ليلة الإسراء كما ذكره أحمد بن فارس وغيره مطولًا (٤). وأصل مشروعية


(١) للاستزادة ينظر: "الصحاح" ٥/ ٢٠٦٨ - ٢٠٦٩، "النهاية في غريب الحديث والأثر" ١/ ٣٣ - ٣٤، "لسان العرب" ١/ ٥١ - ٥٤ مادة: أذن.
(٢) انظر: "تبيين الحقائق" ١/ ٨٩، "الذخيرة" ٢/ ٤٣، "المجموع" ٣/ ٨٠ - ٨١، "المغني" ٢/ ٥٣ - ٥٤.
(٣) رواه الحافظ الذهبي بسنده في "تذكرة الحفاظ" ٣/ ٧٩٩ - ٨٠٠ عن عكرمة، عن ابن عباس به.
وعزاه الحافظ في "الفتح" ٢/ ٧٨، والسيوطي في "الدر المنثور" ٦/ ٣٢٦ لأبي الشيخ وزاد السيوطي أنه في كتاب "الأذان". قال الذهبي: إسناده ضعيف، ومتنه منكر.
(٤) رواه البزار في "البحر الزخار" ٢/ ١٤٦ - ١٤٧ (٥٠٨) عن علي قال: لما أراد الله أن يعلم رسوله الأذان أتاه جبريل صلى الله عليهما بدابة يقال لها البراق، فذهب يركبها … الحديث مطولًا.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ عن علي إلا بهذا الإسناد، وزياد بن المنذر فيه شيعية، وقد روى عنه مروان بن معاوية وغيره.
والحديث عزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٢٨٢ - ٢٨٣ للبزار، وقال الهيثمي =