للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أحدها: "الحصاص" في رواية مسلم: بحاء وصادين مهملات، فقيل: إنه الواقع في رواية البخاري، وقال أبو عبيدة: هو شدة العدو.

وقال عاصم بن أبي النجود (١): إذا ضرب بأذنيه ومضغ بذنبه أي: حركه يمينًا وشمالًا وعدا، فذاك الحصاص.

ولا مانع من حمله على ظاهره؛ إذ هو جسم يصح منه خروج الريح.

وقيل: إنه عبارة عن شدة الغيظ والنفار وإدباره؛ لئلا يسمعه فيضطر إلى أن يشهد له بذلك يوم القيامة (٢)، للحديث الآتي: "لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة" (٣)


(١) هو عاصم بن بهدلة، وهو ابن أبي النجود الأسدي، مولاهم، الكوفي، أبو بكر المقرى، قال أحمد بن حنبل وغير واحد: بهدلة هو أبو النجود، وقال عمرو بن علي: عاصم بن بهدلة هو عاصم بن أبي النجود، واسم أمه بهدلة، وقال أبو بكر ابن أبي داود: زعم بعض من لا يعلم أن بهدلة أمه. وليس كذلك، بهدلة أبوه.
ويكنى أبا النجود.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي عنه، فقال: كان رجلًا صالحًا قارئًا للقرآن، وأهل الكوفة يختارون قراءته وأنا اختار قراءته، وكان خيرًا ثقة، والأعمش أحفظ منه، وكان شعبة يختار الأعمش عليه في تثبيت الحديث. قال النسائي: ليس به بأس. روى له البخاري ومسلم مقرونًا بغيره، واحتج به الباقون.
وروى له البخاري حديثين سيأتيا (٤٩٦٧ - ٤٩٧٧) ولم يترجم له المصنف في شرحهما، لذا ترجمت له هنا.
وانظر ترجمته في: "التاريخ الكبير" ٦/ ٤٨٧ (٣٠٦٢)، "علل أحمد" ١/ ١٣٧، "الجرح والتعديل" ٦/ ٣٤٠ (١٨٨٧)، "تهذيب الكمال" ١٣/ ٤٧٣ (٣٠٠٢)، "سير أعلام النبلاء" ٥/ ٢٥٦ (١١٩).
(٢) انظر: "الصحاح" ٣/ ١٠٣٢ - ١٠٣٤، "النهاية في غريب الحديث والأثر" ١/ ٣٩٦، "لسان العرب" ١/ ٨٩٨ - ٩٠٠ مادة: (حصص).
(٣) الحديث الآتي (٦٠٩).