للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

بلال يؤذن إذا دلكت الشمس، وقال الآخر: إذا دحضت (١).

وفي رواية عن جابر قال: كان بلال لا يحذم الأذان وكان ربما أخر الإقامة شيئًا (٢)، وترجم عليه أبو عوانة في "صحيحه" بإيجاب الإبراد بالظهر في شدة الحر، وبيان العلة في إبرادها. ثم ساقه، وفيه: فأراد بلال أن يؤذن بالظهر. وفيه بعد قوله: فيء التلول، ثم أمره فأذن وأقام، فلما صلى قال: "إن شدة الحر من فيح جهنم، فإذا أشتد الحر فأبردوا عن الصلاة" (٣). وفي رواية له: فأذن بلال، فقال: "مهْ يا بلال" ثم أراد أن يؤذن فقال: "مهْ يا بلال" حتى رأينا فيء التلول، ثم قال: "إن شدة الحر من فيح جهنم" إلى آخره (٤).

الحديث الثاني:

حديث مالك بن الحويرث: أَتَى رَجُلَانِ يُرِيدَانِ السَّفَرَ، فَقَالَ - عليه السلام -: "إِذَا أَنْتُمَا خَرَجْتُمَا فَأَذنا ثُمَّ أَقِيمَا"

وقد سلف في الباب قبله. والبخاري رواه عن محمد بن يوسف، وهو الفريابي عن سفيان وهو الثوري فاعلمه، وإذا أراد البخاري محمد بن يوسف البيكندي عن سفيان، عَيَّن ابن عيينة.

وقوله: أتى رجلان. المراد: هو وصاحب له أو ابن عم له كما سلف.

وقوله: "فأذنا ثم أقيما": يجوز أن يكون المراد من أراده منهما، ويجوز أن يكون خاطب مالك بن الحويرث بلفظ التثنية، ويؤيده رواية


(١) "السنن الكبرى" ١/ ٤٣٨.
(٢) "السنن الكبرى" ١/ ٤٣٨.
(٣) "مسند أبي عوانة" ١/ ٢٨٩ (١٠١٧).
(٤) "مسند أبي عوانة" ١/ ٢٩٠ (١٠١٩).