للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

السابع:

قوله: "ورجل تصدق بصدفة أخفي حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه". كذا هو في البخاري و"الموطأ" (١)، وهو وجه الكلام؛ لأن المعروف في اللغة: فعلها باليمين، وجاء في مسلم في جميع نسخه ورواياته على العكس: "لا تعلم يمينه ما تنفق شماله" (٢).

قال القاضي: ويشبه أن يكون الوهم في ذلك ممن أخذ عن مسلم لا من مسلم (٣).

قال العلماء: وهذا في صدقة التطوع، فالسر فيها أفضل؛ لأنه أقرب إلى الإخلاص وأبعد من الرياء، وأما الواجبة فإعلانها أفضل؛ ليُقتدى به


(١) "الموطأ" ٢/ ١٣١ - ١٣٢ (٢٠٠٥).
(٢) مسلم (١٠٣١).
(٣) "إكمال المعلم" ٣/ ٥٦٣. وهذا نوع من أنواع علوم الحديث يسمى: المقلوب وهو أن يقع تقديم وتأخير في سند الحديث أو متنه، فهو نوعان؛ مقلوب السند: ومقلوب المتن.
أما مقلوب السند فله صورتان، الأولى: أن يكون هناك مثلًا حديث مشهور عن سالم فيجعله راوٍ عن نافع ليرغب فيه، وهذا الذي يطلق على من يفعله أنه يسرق الحديث أو يوصله، وممن كان يفعل ذلك حماد بن عمرو النصيبي، وبهلول بن عبيد الكندي.
الصورة الثانية: أن يقدم الراوي ويؤخر في اسم راوٍ واسم أبيه، كحديث يرويه سعد بن معاذ فيقلبه بعضهم إلى معاذ بن سعد.
وأما مقلوب المتن فمن صوره حديث مسلم هذا وهو أن يقوم بعض الراوة بتقديم وتأخير في متن الحديث.
انظر: "علوم الحديث" ص ١٠١ - ١٠٢، "المقنع" ١/ ٢٤١ - ٢٤٣، "نزهة النظر" ص ٦٧ - ٦٨ ط. دار عمار، "تدريب الراوي" ١/ ٣٦٨ - ٣٧٣، وانظر: "الفتح" ٢/ ١٤٦.