للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والإجماع قائم على العمل بمقتضى الحديث، وأنه يكره رفع بصره إلى السماء (١).

وقال شريح لرجل رآه رفع بصره ويده إلى السماء: اكفف يدك واخفض بصرك فإنك لن تراه ولن تناله (٢).

واختلفوا في رفعه في الدعاء خارج الصلاة، كما قال القاضي: فكرهه شريح كما ذكرناه وآخرون (٣).

وذكر الطبري عن إبراهيم التيمي أنه قال: كان يكره أن يرفع الرجل بصره إلى السماء في الدعاء. يعني: في غير الصلاة (٤).

وجوزه الأكثرون وقالوا: إن السماء قبلة الدعاء كما أن الكعبة قبلة الصلاة (٥) فلا ينكر رفع البصر إليها كما لا يكره رفع اليد. قال تعالى:


(١) نقل الإجماع على ذلك ابن بطال في "شرحه" ٢/ ٣٦٤.
(٢) رواه عنه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ٢/ ٤٨ (٦٣٢٠).
(٣) انظر: "إكمال المعلم" ٢/ ٣٤١.
(٤) ذكره ابن بطال في "شرحه" ٢/ ٣٦٤.
(٥) اعلم رحمك الله تعالى أن السلف وأئمة المسلمين يقولون بأن الله فوق سماواته، مستوٍ على عرشه، بائن من خلقه كما دلّ على ذلك الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، بل ودلّ عليه أيضًا العقل، والفطرة التي فطر الله عليها خلقه من إقرارهم به وقصدهم إياه - سبحانه وتعالى-، فإن أحببت يا عبد الله الإنصاف فقف مع نصوص القرآن والسنن؛ ثم انظر ما قاله الصحابة والتابعون وأئمة التفسير في هذِه الآيات، وما حكوه من مذاهب السلف، فإما أن تنطق بعلم وإما أن تسكت بحلم، ودع المراء والجدال، فإن المراء في القرآن كفر. "العلو" للذهبي ١/ ٢٤٧.
قال إمام الأئمة ابن خزيمة: من لم يقل أن الله فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه وجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه ثم ألقي على مزبلة؛ لئلا يتأذى بريحه أهل القبلة ولا أهل الذمة. اهـ. "مجموع الفتاوى" ٥/ ٥٢.
وقيل لابن المبارك: كيف نعرف ربنا؟ قال: بأنه فوق السماء السابعة على العرش =