للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فلو حملنا حديث جبير، وزيد بن ثابت على ما حمله المخالف لتضادت تلك الآثار.

وحديث أبي هريرة هذا وإن حملناه على ما ذكرنا ائتلفت، وهو أولى من التضاد فينبغي إذن القراءة بقصار المفصل.

وهو قول مالك (١)، والكوفيين (٢)، والشافعي (٣)، وجمهور العلماء (٤).

قلتُ: قد أسلفنا أن قراءته كذلك كان في بعض الأحيان لبيان الجواز أو لامتداد وقت المغرب فلا تضاد.

وقراءة الشارع ليست كقراءة غيره، فإنه كان من أخف الناس صلاة في تمام، وكان يقرأ بالستين إلى المائة.

وقد أخبر الشارع عن داود صلى الله عليهما وسلم أنه كان يأمر بدابته أن تسرج فيقرأ الزبور قبل إسراجها (٥).

فنبينا أَحْرى بذلك وأولى، ودعوى من ادعى أن السورة لم يكمل إنزالها فلذلك قرأ ببعضها وَهَمٌ؛ فالإجماع قائم على نزول الأعراف والأنعام بمكة شرفها الله.


(١) انظر: "التفريع" ١/ ٢٢٧، "النوادر والزيادات" ١/ ١٧٤، "المعونة" ١/ ٩٥.
(٢) انظر: "مختصر الطحاوي" ص ٢٨، "الهداية" ١/ ٥٩، "تبيين الحقائق" ١/ ١٢٩ - ١٣٠.
(٣) انظر: "الحاوي" ٢/ ٢٣٦ - ٢٣٧، "المهذب" ١/ ٢٤٨، "البيان" ٢/ ٢٠٢.
وانظر للحنابلة: "المغني" ٢/ ٢٧٤ - ٢٧٥، "المبدع" ١/ ٤٤٣، "كشاف القناع" ٢/ ٣١٩.
(٤) انظر: "شرح ابن بطال" ٢/ ٣٨١.
(٥) سيأتي برقم (٣٤١٧) كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: قول الله تعالى: {وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا}.