للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ونهى عنه الحسن في رواية، وكذا إبراهيم (١)، واحتج الأولون بأنه لم يأمره بالإعادة، ولو كان من صلى خلف الصف وحده يعيد لكان من دخل في الصلاة خلف الصف لا يكون داخلًا فيها. فلما كان دخول أبي بكرة في الصلاة دون الصف دخولًا صحيحًا، كانت صلاة المصلي كلها دون الصف صحيحة.

فإن قُلْتَ: فما معنى قوله: "ولا تَعُد" وهو بفتح التاء وضم العين؟ قُلْتُ: معنيان:

أحدهما: لا تعد أن تركع دون الصف حتَّى تقوم في الصف. حكاه ابن التين عن الشافعي، ويؤيده حديث أبي هريرة السالف من عند ابن أبي شيبة.

والثاني: لا تعد أن تسعى إلى الصلاة سعيًا يحفزك فيه النفس. وقد جاء في حديث أبي بكرة: جئت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - راكع وقد حفزني النفس (٢) (٣). الحديث رواه حماد بن سلمة عن الأعلم به: فجاء يلهث. وكان أمرهم - صلى الله عليه وسلم - أن يأتوا الصلاة وعليهم السكينة.

ويحتمل معنى ثالثًا وهو: لا تعد إلى الإبطاء.

وأحسن من الكل ما جاء مصرحًا به وهو: دخوله في الصف راكعًا، فإنها كمشية البهائم، قاله المهلب بن أبي صفرة.


(١) رواه عنهما ابن أبي شيبة ١/ ٢٣٠ (٢٦٣٤)، (٢٦٣٥) كتاب: الصلوات، باب: من كره أن يركع دون الصف.
(٢) ورد في هامش الأصل ما نصه: من خط الشيخ: وفي "صحاح ابن السكن" فانطلقت أسعى حتى دخلت في الصف، فلما قضى - عليه السلام - الصلاة قال: "من الساعي آنفًا؟ " قال أبو بكرة: أنا. فذكر الحديث.
(٣) رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/ ٣٩٥ كتاب: الصلاة، باب: من صلى خلف الصف وحده.