للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المؤذنون في الأذان حرم البيع. فذكر المؤذنون بلفظ الجماعة (١).

ويشهد لهذا حديث الزهري عن ثعلبة بن أبي مالك القرظي أنهم كانوا في زمن عمر بن الخطاب يصلون يوم الجمعة حتى يخرج عمر، فإذا خرج وجلس على المنبر وأذن المؤذنون الحديث (٢).

وكذا حكاه الطحاوي عن أبي حنيفة وأصحابه: وأذن المؤذنون. بلفظ الجماعة.

قال أبو عمر: ومعلوم عند العلماء أنه جائز أن يكون المؤذنون واحدًا وجماعةً في كل صلاة، إذا كان ذلك مترادفًا لا يمنع من إقامة الصلاة في وقتها (٣).

وعن الداودي: كانوا يؤذنون في أسفل المسجد ليسوا بين يدي الإمام، فلما كان عثمان جعل من يؤذن على الزوراء، وهي كالصومعة، فلما كان هشام جعل المؤذنين أو بعضهم يؤذن بين يديه، فصاروا ثلاثة، فسمي فعل عثمان تاليا لذلك.

قلت: والآية يدخل فيها ما يقع عليه اسم نداء، وهو واحدٌ.

الثالث: الزوراء -بزاي في الأول، ثم واو ساكنة بعدها راء ممدودة- موضع عند سوق المدينة بقرب المسجد، قال البخاري في بعض نسخه: الزوراء موضع بالسوق بالمدينة. وقال ابن بطال: هو حجر كبير عند باب المسجد (٤).

وقال ابن التين: هو موضع السوق. وقال أبو عبيد: هي ممدودة


(١) "النوادر والزيادات" ١/ ٤٦٧.
(٢) رواه الطحاوي في "شرح معاني الآثار" ١/ ٣٧٠.
(٣) "الاستذكار" ٥/ ٥٦.
(٤) "شرح ابن بطال" ٢/ ٥٠٥.