للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأما مُضر، فيقال له: مضر الحمراء، ويقال لأخيه: ربيعة الفَرسَ.

قيل: لأن أباهما أوصى لمضر بقُبة حمراء ولربيعة بفرس. وكان مُضر حسن الصوت، قيل: وهو أول من حدا، وفي حديث: "لا تسبوا ربيعة ولا مضر، فإنهما كانا مؤمنين" (١).

ونِزار -بكسر النون- مشتق من النزر، وهو القليل سمي به؛ لأن أباه حين وُلِدَ له، ونظر إلى النور بين عينيه -وهو نور النبوة الذي كان ينتقل في الأصلاب (٢) -فرح فرحا شديدا ونَحَر وأطعم، وقال: كل هذا نزر


(١) رواه الحاكم في "تاريخه" كما في "لسان الميزان" ٥/ ١٦٩ من حديث جابر مرفوعًا: "لا تسبوا ربيعة ومضر، فإنهما كانا مسلمين، ولا تسبوا ضبة من أولاد تميم بن مرة، ولا أسد بن خزيمة، فإنهم كانوا على دين إسماعيل". قال الحافظ: رواته ثقات إلا محمد بن زكريا الغلابي فهو آفته، ورواه أحمد في "فضائل الصحابة" (١٥٢٤) عن عبد الله بن الحارث بن هشام المخزومي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تسبوا مضر فإنه كان على دين إبراهيم … " الحديث. وهذا حديث مرسل، قال ابن عبد البر في "الاستيعاب" ٣/ ٢٢ (١٥١٩): عبد الله بن الحارث، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال: إنه حديث مرسل، ولا صحبة له، والله أعلم، إلا أنه ولد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. اهـ.
ورواه ابن سعد في "طبقاته" ١/ ٥٨ عن عبد الله بن خالد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبوا مضر فإنه كان قد أسلم". قال الألباني في "الضعيفة" (٤٧٨٠): وهذا ضعيف معضل.
(٢) لعل المصنف يشير إلى ما روي عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (٢١٩)} [الشعراء: ٢١٩]، قال: من صلب نبي إلى نبي حتى أخرجه نبيًا، رواه ابن سعد في "الطبقات" ١/ ٢٤ من طريق شبيب بن بشر، عن عكرمة، عن ابن عباس، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٩/ ٢٨٢٨ (١٦٠٢٨)، والبزار في "مسنده" كما في "كشف الأستار" (٢٢٤٢)، والطبراني في "الكبير" ١١/ ٣٦٢. قال الهيثمي في "المجمع" ٧/ ٨٦: رواه البزار والطبراني ورجالهما رجال الصحيح غير شبيب ابن بشر وهو ثقة. اهـ، وقال في ٨/ ٢١٤: رواه البزار ورجاله ثقات. اهـ. وقال ابن حجر في "مختصر زوائد مسند البزار" ٢/ ٩٧ - ٩٨: إسناده حسن. اهـ.