للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكالذي قَالَ ابن عيينة: إن صاحب حديث الاستسقاء هو صاحب حديث الأذان. وقع في "مسند أبي داود الطيالسي" وغيره (١) وهو غلط على ما بيناه.

وروى مسلم لمحمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه، وهذه العمومة لعباد من جهة الأم؛ لأنه عباد بن تميم بن غَزِيَّة بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، فتميم أخو عبد الله بن زيد بن عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول لأمه أم عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول. وقد نبهنا في أول كتاب الاستسقاء (٢) أن هذا الحديث أخرجه البخاري في عدة مواضع من هذا الباب وغيره، وأنه أخرجه باقي الستة أيضًا، قَالَ الترمذي: وفي الباب عن ابن عباس (٣) وأبي هريرة وأنس وأبي اللحم (٤).

أما حكم الباب، فتحويل الرداء سنة عند الجمهور، وانفرد أبو حنيفة فأنكره (٥)، ووافقه ابن سلاَّم من قدماء العلماء بالأندلس (٦)، والسنة قاضية عليه، والحكمة فيه التفاؤل بتغيير الحال إلى الخصب والسعة، فإنه كان يعجبه الفأل الحسن إذا سمع من القول، فكيف من الفعل؟ وقد جاء مصرحًا به في الدارقطني، من حديث جعفر بن محمد، عن


(١) "مسند أبي داود الطيالسي" ٢/ ٤٢٣ - ٤٢٤ (١١٩٥ - ١١٩٩).
(٢) سبق برقم (١٠٠٥) كتاب: الاستسقاء، باب: الاستسقاء.
(٣) فوقها في الأصل: أبو داود والنسائي.
(٤) "سنن الترمذي" عقب الرواية (٥٥٦) كتاب: الجمعة، باب: ما جاء في صلاة الاستسقاء.
(٥) انظر "الهداية" ١/ ٩٥.
(٦) هو صعصعة بن سلام كما في "إكمال المعلم" ٣/ ٣١٤، وانظر: "المفهم" ٢/ ٥٤٠.