للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

في كتابه إلا ما كان في نفسه صحيحًا مسندًا، لكنه لم يسنده؛ ليفرق بين ما كان عَلَى شرطه في أصل كتابه، وبين ما ليس كذلك. ولم يصب ابن حزم الظاهري (١) في رده تعليق حديث: "ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر" (٢) إلى آخره، فإنه ليس منقطعًا بل معلقًا، وقد ثبت اتصاله في غيره كما سنوضحه إن شاء الله في موضعه (٣).

ثمَّ اعلم أن هذِه تسمى تعليقًا إِذَا كانت بصيغة جزم، كذا أسماها الحميدي الأندلسي (٤)، وغيره من العلماء المتأخرين، وسبقهم بهذِه


(١) ابن حزم: هو علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري، وكنيته أبو محمد، عالم الأندلس في عصره، وأحد الأئمة في الإسلام، ولد بقرطبة يوم الأربعاء عام (٣٨٤ هـ-٩٩٤ م) حفظ القرآن، وتلقى العلوم على أكابر العلماء بقرطبة، نشأ - رحمه الله- شافعي المذهب، ثم أنتقل إلى مذهب أهل الظاهر، له مصنفات كثيرة بلغت أربعمائة منها: "الفصل في الملل والأهواء والنحل"، و"المحلى"، و"جمهرة الأنساب"، و"مراتب الإجماع"، و"الناسخ والمنسوخ" وغيرها.
توفى بقرية (منليشتم) من أعمال (لبله) من بلاد الأندلس أو آخر شعبان سنة (٤٥٦ هـ-١٠٦٤ م).
انظر: "الصلة" لابن بشكوال ٢/ ٤١٥ - ٤١٧ (٨٩٤)، "معجم الأدباء" ٣/ ٥٤٦ - ٥٥٦ (٥٤٢)، "وفيات الأعيان" ٣/ ٣٢٥ - ٣٣٠ (٤٤٨)،"تاريخ الإسلام" ٣٠/ ٤٠٣ - ٤١٧ (١٦٨)، "سير أعلام النبلاء" ١٨/ ١٨٤ - ٢١٢ (٩٩)، "تذكرة الحفاظ" ٣/ ١١٤٦ - ١١٥٥ (١٠١٦)، "مرآة الجنان" ٣/ ٧٩ - ٨١، "البداية والنهاية" ١٢/ ٥٥٣.
(٢) يأتي برقم (٥٥٩٠) كتاب: الأشربة، باب: ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه.
(٣) سيأتي تخريجه مفصلًا إن شاء الله.
(٤) هو الإمام القدوة الأثري، المتقن الحافظ، شيخ المحدثين، أبو عبد الله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبد الله بن فتوح، بن حميد بن يصل، الأزدي، الحميدي، الأندلسي الفقيه، الظاهري صاحب ابن حزم وتلميذه، قال: مولدي قبل سنة عشرين وأربعمائة، من مصنفاته: "الجمع بين الصحيحين"، "جمل تاريخ =