للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وروي عنه أيضًا وعن مجاهد: معناه: مدبرهما، شمسهما وقمرهما ونجومهما (١). وقال ابن عرفة: {نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: ٣٥] أي: منيرهما (٢). فعلى قول من قَالَ: معناه: ذو نور، فنوره القرآن. وقال كعب: محمد (٣). فهو يعود إلى أنه ذو النور الذي هدى به أهل السموات والأرض. ويحتمل على هذا الوجه أن يكون معناه: ذو النور الذي أضاءت السموات والأرض به. وإن قلنا: معناه: هادي أهلهما. فيحتمل أن يكون معناه: أن الهدى الذي يهدي به منير، نير في نفسه، ويحتمل أن يريد أنه ينير قلوب المؤمنين.

وإذا قلنا: معناه: مدبرهما، فمعناه به يكون ومن خلقه وتدبيره الشمس والقمر والنجوم التي هي تنيرهما، ويحتمل أن يكون: النور الذي بمعنى: الهداية، وأنه بتدبيره تعالى يهتدون، وقرئ: (الله نَوَّر السموات والأرض). بفتح النون والواو مشددة. وقيل: منزه فيهما من كل عيب، ومبرأ من كل ريبة. وقيل: إنه اسم مدح، يقال: فلان نور البلد وشمس الزمان. وقال أبو العالية: مزينهما بالشمس والقمر والنجوم، ومزين الأرض بالأنبياء والأولياء والعلماء (٤).

وقوله: ("أنت مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ") أي: مالكهما ومالك من فيهما، وخالقهما وما فيهما، وهو تكذيب لمن قَالَ: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران: ١٨١].

وقوله: ("أَنْتَ الحَقُّ") هو اسم من أسمائه وصفة من صفاته،


(١) "تفسير الطبري" ٩/ ٣٢٠ - ٣٢١ (٢٦٠٨٥).
(٢) "تفسير البغوي" ٣/ ٣٤٥، و"تفسير القرطبي" ١٢/ ٢٥٧.
(٣) "تفسير الطبري" ٩/ ٣٢٢ (٢٦٠٩٣).
(٤) "تفسير القرطبي" ١٢/ ٢٥٧.