للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مالك: كان ربيعة وغير واحد من علمائنا ينصرفون ولا يقومون مع الناس، وأنا أفعل ذلك، وما قام - صلى الله عليه وسلم - إلا في بيته (١). وذكر ابن أبي شيبة عن ابن عمر وسالم وعلقمة والأسود أنهم كانوا لا يقومون مع الناس في رمضان (٢). وقال الحسن البصري: لأن تفوه بالقرآن أحبُّ إليك من أن يفاه عليك (٣).

ومن الحجة لهم أيضًا حديث زيد بن ثابت أنه - صلى الله عليه وسلم - حين لم يخرج إليهم قَالَ لهم: "إني خشيت أن تفرض عليكم، فصلوا أيها الناس في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة" أخرجه مسلم (٤)، فأخبر أن التطوع في البيت أفضل منه في المسجد لا سيما مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مسجده.

وخالفهم آخرون فقالوا: صلاتها في الجماعة أفضل. قَالَ الليث: لو أن الناس في رمضان قاموا لأنفسهم وأهليهم حَتَّى تترك المساجد حَتَّى لا يقوم (أحد) (٥) فيها، لكان ينبغي أن يخرجوا إلى المسجد حَتَّى يقوموا فيه (٦). لأن قيام الليل في رمضان الأمر الذي لا ينبغي تركه، وهو مما سن الفاروق للمسلمين وجمعهم عليه. وذكر ابن أبي شيبة عن عبد الله ابن السائب قَالَ: كنت أصلي بالناس في رمضان، فبينما أنا أصلي سمعت تكبير عمر على باب المسجد، قدم معتمرًا، فدخل فصلى


(١) انظر: "التمهيد" ٤/ ٩٨.
(٢) روى ذلك عنهم ابن أبي شيبة في "المصنف" ٢/ ١٦٨ (٧٧١٣ - ٧٧١٤، ٧٧١٧).
(٣) رواه ابن أبي شيبة ٢/ ١٦٨ (٧٧١٨).
(٤) برقم (٧٨١) كتاب: صلاة المسافرين، باب: استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد.
(٥) من ابن بطال ٣/ ١١٩.
(٦) عزاه لليث ابن قدامة في "المغني" ١/ ٤٢٦.