للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

معناه: أن ذلك مقصود الشيطان بذلك العقد، ويعني بقوله: "عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ" تسويفه بالقيام والإلباس عليه في بقية الليل من الطول ما له فيه فسحة.

وقوله: ("لَيْلٌ طَوِيلٌ") رفع على الابتداء أو على الفاعل بإضمار فعل أي: بقي عليك.

وقال القرطبي في رواية مسلم: وروايتنا الصحيحة: "ليل طويل" على الابتداء والخبر، ووقع في بعض الروايات: عليك ليلًا طويلًا، على الإغراء. والأول أولى من جهة المعنى؛ لأنه الأمكن في الغرور من حيث أنه يخبره عن طول الليل ثم يأمره بالرقاد بقوله: "فَارْقُدْ"، وإذا نصب على الإغراء لم يكن فيه إلا الأمر بملازمة طول الرقاد، وحينئذٍ يكون قوله: فارقد ضائعًا (١).

السابع:

قوله: ("فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ") فيه -كما قَالَ أبو عمر-: أن الذكر يطرد الشيطان وكذا الوضوء والصلاة، قَالَ: ويحتمل أن يكون الذكر: الوضوء والصلاة لما فيهما من معنى الذكر يختص بهما الفضل في طرد الشيطان (٢).

قلتُ: بعيد؛ فقد غاير بينه وبينها، ويحتمل أن تكون كذلك سائر أعمال البر.

الثامن:

قوله: ("فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَة") فيه ما قلناه.


(١) "المفهم" ٢/ ٤٠٩.
(٢) "التمهيد" ١٩/ ٤٥ - ٤٦.