للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: ("فَإِنْ صَلى انْحَلَّتْ عُقْدَه") هو بالجمع، وفي بدء الخلق زيادة: "كلها" (١) وروي في غيره بالإفراد.

قَالَ صاحب "المطالع" اختلف في الأخير منها فقط، فوقع في "الموطأ" لابن وضاح بالجمع، وكذا ضبطناه في البخاري، وكلاهما صحيح، والجمع أوجه وقد جاء في مسلم في الأولى: "عُقْدَةٌ" وفي الثانية: "عقدتان" وفي الثالثة: "انحلت العقد" (٢).

التاسع:

المراد بالصلاة هنا: الفريضة، قاله ابن التين، قَالَ: وقيل: النافلة، واحتج له بالحديث الذي بعد هذا: "بال الشيطان في أذنه" (٣).

ومعنى: ("أصبح نشيطًا طيب النفس") للسرور بما وفقه الله له من الطاعة ووعده به من ثوابه، مع ما يبارك في نفسه، وتصرفه في كل أموره مع ما زال عنه من عقد الشيطان وتثبيطه.

وقوله: ("وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ") وذلك لما عليه من عقد الشيطان، وآثار تثبيطه واستيلائه ولم يزل عنه.

قال أبو عمر: وزعم قوم أن في هذا الحديث ما يعارض الحديث الآخر: "لا يقولن أحدكم خبثت نفسي" (٤) لقوله: "خَبِيثَ النَّفسِ"


(١) تأتي برقم (٣٢٦٩) باب: صفة إبليس وجنوده.
(٢) مسلم (٧٧٦).
(٣) حديث (١١٤٤).
(٤) يأتي برقم (٦١٧٩) كتاب: الأدب، باب: لا يقال: خبثت نفسي. ورد في هامش الأصل ما نصه: الظاهر أن الشارع إنما نهى عن أن يقول الإنسان خثبت نفسي لما فيه من ذكر الخبث كأنه كرهه، وأما قوله هنا: "وإلا أصبح خبيث النفس كسلان" يدل على جواز استعمال هذا اللفظ مع الكراهة.