للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأما الحديث الثاني: فـ"يثلغ" بمثناة تحت مضمومة ثم مثلثة ثم لام ثم غين معجمة أي: يشدخ، والشدخ: فضخ الشيء الرطب بالشيء اليابس، ومعنى: "يرفضه": يتركه، وهو بفتح الفاء وكسرها كما ذكره ابن التين عن الضبط وعن أهل اللغة أي يترك تلاوته حَتَّى ينساه أو يترك العمل به.

وعبارة ابن بطال: يترك حفظه والعمل بمعانيه، قَالَ: فأما إذا ترك حفظ حروفه وعمل بمعانيه فليس برافض له، قد أتى في الحديث "أنه بحشر يوم القيامة أجذم" (١) أي: مقطوع الحجة، والرافض له يثلغ رأسه كما سلف، وذلك لعقد الشيطان فيه، فوقعت العقوبة في موضع المعصية.

وقوله: ("يَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ") يعني: لخروج وقتها وفواته، وهذا إنما يتوجه إلى تضييع صلاة الصبح وحدها لأنها التي تبطل بالنوم، وهي التي أكد الله المحافظة عليها، وفيها تجتمع الملائكة. وسائر الصلوات إذا ضيعت فحملها محملها، لكن لهذِه الفضل. ا. هـ (٢)

وفي رواية: "فأتينا على رجلٍ مضطجع على قفاه ورجل قائم على


(١) روى أبو داود (١٤٧٤) عن سعد بن عبادة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما من امرئ يقرأ القرآن ثم ينساه إلا لقي الله -عز وجل- يوم القيامة أجذم"، ورواه أيضًا عبد الرزاق في "مصنفه" ٣/ ٣٦٥ (٥٩٨٩) كتاب: فضائل القرآن، باب: تعاهد القرآن ونسيانه، وعبد بن حميد في "المنتخب" ١/ ٢٧٣ (٣٠٧). والطبراني في "الكبير" ٦/ ٢٣ (٥٣٩١)، والخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي" ١/ ١١٠ (٨٥)، كلهم من طريق يزيد بن أبي زياد عن عيسى بن فائدة عن سعد بن عبادة به، قال الألباني: إسناده ضعيف، يزيد ضعيف، وعيسى مجهول، ولم يسمع من ابن عبادة، "ضعيف أبي داود" ١٠/ ٨٦ (٢٦١).
(٢) "شرح ابن بطال" ٣/ ١٣٥.