للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

إذا تقرر ذلك فالكلام عليه من أوجه:

أحدها: "المياميس" الزواني، كما سلف، الواحدة: مومسة.

والجمع: مومسات -بضم الميم الأولى وكسر الثانية- و (ميامِس) (١)، وجاء هنا: مياميس، وهو جائز.

وقال ابن الجوزي: أصحاب الحديث يقولون: مياميس. بزيادة ياء.

قَالَ لنا ابن الخشاب: ليس قولهم صحيحًا.

وقال صاحب "المطالع": المومسات: المجاهرات بالفجور. وبالياء رويناه عن جميعهم، وكذا ذكر أصحاب العربية، وروي: الميأميس. بالهمز.

الثاني: قوله: ("يا بابوس") هو اسم ولدها- كما قاله الداودي، وقال القزاز: هو الصغير. ووزنه فاعول، فاؤه وعينه من جنس واحد، وهو قليل. وقيل: اسم عجمي. وبخط الدمياطي: بابوس: الرضيع بالفارسية. وهو ما ذكره ابن بطال إثر الحديث (٢).

الثالث: الحديث دال على أنه لم يكن الكلام في الصلاة ممنوعًا في شريعة جريج، فلما لم يأت من إجابتها ما هو مباح له استجيبت دعوة أمه فيه، وقد كان الكلام في شريعتنا جائزًا في الصلاة حَتَّى نزلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: ٢٣٨] وسيأتي في البخاري من حديث أبي سعيد بن المُعَلَّى قَالَ: كنت أصلي في المسجد فدعاني النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم أجبه، فقلت: يا رسول الله، كنت أصلي. قَالَ: "ألم يقل الله: {اسْتَجَابُوا لِلَّهِ


(١) وقع بالأصل: مياميس. خطأ، ويبينه سياق ما بعده وانظر: "لسان العرب" ٨/ ٤٩٢٧.
(٢) "شرح ابن بطال" ٣/ ١٩٥.