للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال طلحة بن مصرف: لا تشك ضرك ولا مصيبتك. قَالَ: وأنبئت أن يعقوب بن إسحاق عليهما السلام دخل عليه جاره فقال: يا يعقوب، ما لي أراك قد تهشمت وفنيت ولم تبلغ من السنن ما بلغ أبوك؟ قَالَ: هشمني ما ابتلاني الله من يوسف، فأوحى الله تعالى إليه: أتشكوني إلى خلقي؟! قَالَ: يا رب، خطيئة فاغفرها لي. قَالَ: قد غفرتها لك. فكان بعد ذلك إذا سئل قَالَ: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ} [يوسف: ٨٦] الآية (١).

وقد توجع الصالحون على فقد سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحزنوا له أشد الحزن. قَالَ طاوس: ما رأيت خلقًا من خلق الله أشد تعظيمًا لمحارم الله من ابن عباس، وما ذكرته قط فشئت أن أبكي إلا بكيت، ورأيت على خديه مثل الشراكين من بكائه على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٢). وقال أبو عثمان: رأيت عمر بن الخطاب لما جاءه [نعي] (٣) النعمان بن مقرن وضع يده على رأسه وجعل يبكي (٤)، ولما مات سعيد بن الحسن بكى عليه الحسن حولًا فقيل له: يا أبا سعيد، تأمر بالصبر وتبكي؟! قَالَ: الحمد لله الذي جعل هذِه الرحمة في قلوب المؤمنين يرحم بها


= والحديث ذكره الحافظ ابن رجب في "شرح علل الترمذي" ٢/ ٧٦٨ - ٧٦٩ وعزاه لمسلم في "صحيحه".
وذكر ذلك الألباني في "الصحيحة" ١/ ٥٥٠ ووهَّم الحافظ ابن رجب في عزوه الحديث لمسلم!.
(١) رواه الطبري في "تفسيره" ٧/ ٢٨١ - ٢٨٢ (١٩٧٢٦).
(٢) رواه أحمد بن حنبل في "فضائل الصحابة" ٢/ ١٢٠٤ (١٨٣٧) وأبو نعيم في "الحلية" ١/ ٣٢٩.
(٣) زيادة يقتصها السياق ليتضح المعنى وانظر "الآحاد والمثاني" ٢/ ٣٠٦.
(٤) رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" ٣/ ٤٨ (١١٩٨٠) كتاب: الجنائز، باب: في الرجل ينتهي إليه نعي الرجل ما يقول.