للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحديث، وأورده الرافعي في "شرحه الكبير" بلفظ آخر غريب وهو: "ليس للمرء من عمله إلا ما نواه" (١). ولم أقف على من خرَّجه بهذا اللفظ بعد شدة البحث عنه (٢). وفي البيهقي من حديث أنس مرفوعًا: "إنه لا عمل لمن لا نية له" (٣) وهو بمعناه، لكن في إسناده جهالة.

الوجه الثالث: في التعريف برواته:

أما راويه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو أمير المؤمنين أبو حفص -والحفص في اللغة: الأسد (٤) - وأول من كناه بذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما رواه ابن الجوزي عنه، عمر -وهو اسم معدول عن عامر ولا ينصرف للعدل والتعريف- بن الخَطَّاب -وهو فَعَّال من الخطبة بالضم والكسر- بن نفيل -بضم أوله- بن عبد العزى بن رِياح -براء مكسورة ثمَّ مثناة تحت، وأبعد من أبدلها بموحدة -بن عبد الله بن قرط -بضم القاف ثمَّ راء وطاء مهملتين -بن رزاح -بفتح الراء والزاي.

قَالَ شيخنا قطب الدين (٥) في "شرحه": ومن عداه بكسر أوله، ولم


(١) "الشرح الكبير" ١/ ١٨٥.
(٢) وقال الحافظ في "التلخيص" ١/ ١٥٠: هذا الحديث بهذا اللفظ لم أجده. اهـ.
(٣) رواه البيهقي ١/ ٤١.
(٤) جمع حفص: أَحْفاصٌ وحُفُوصٌ، والحَفْصُ: البيت الصغير، والحَفْصُ: الشِّبْل، قال الأزهري: ولد الأسد يُسمى حفصًا. وقال ابن الأعرابي: هو السَّبُعُ أيضا، وقال ابن بَرِّي: قال صاحب "العين": الأسد يكنَّى أبا حَفْصٍ، ويسمى شِبْلُهُ حفصًا. انظر: "تهذيب اللغة" ١/ ٨٦٦، "لسان العرب" ٢/ ٩٢٨.
(٥) هو قطب الدين عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي ثم المصري. أحد من جرد العناية ورحل وتعب وحصل وكتب وأخذ عن أصحاب ابن طبرزذ ضمن بعدهم وصنف التصانيف وظهرت فضائله مع حسن السمت والتواضع والتدين وملازمة العلم، ولد سنة أربع وتسعين وستمائة، وتوفي في رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة. =