للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

........... … عند رواق البيت يغشى الدُّخَّا

فمشدد الخاء، وكذلك قراءته في الحديث (١).

وقال صاحب "العين": الدُّخُّ: الدخان (٢). ولم يذكر ابن بطال غيره (٣).

وقَالَ الخطابي: لا معنى للدخان هنا؛ لأنه ليس مما يخبأ في كف أو كم، بل الدخ: نبت موجود بين النخيل والبساتين. إلا أن يحمل قوله:

"خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا" أي: أضمرت لك اسم الدخان فيجوز على الضمير.

وقد روي من حديث ابن عمر أنه - صلى الله عليه وسلم - أضمر هذِه اللفظة في نفسه فصادفه ابن صياد، وفعله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليختبر ما عنده.

وقال أبو موسى المديني في "مغيثه": وقيل: إن الدجال يقتله عيسى بجبل الدخان، فيحتمل أن يكون أراده -قلتُ: وهو ما أورده أحمد في "مسنده" من حديث جابر مرفوعًا (٤) - قَالَ: والدّخُّ: الدخان، وقال في موضع آخر: الظل والنحاس (٥).

وقال صاحب "المطالع": الدخ لغة في الدخان لم يستطع ابن صياد أن يتم الكلمة ولم يهتد من الآية إلا لهذين الحرفين على عادة الكهان من اختطاف بعض الكلمات من أوليائهم من الجن أو من هواجس النفس؛ ولهذا قَالَ له: "اخسأ فلن تعدو قدرك" يعني: قدر الكهان. وهي كلمة زجر وطرد، وهي مهموزة تقول منه: خسأتُ الكلبَ، ومنه: قوله تعالى: {اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون: ١٠٨].

ووقع في "علوم الحاكم": أنه الدخ بمعنى: الزخ. وهو الجماع وهو عجيب.


(١) "المفهم" ٧/ ٢٦٤ - ٢٦٥.
(٢) "العين" ٤/ ١٣٨.
(٣) "شرح ابن بطال" ٣/ ٣٤٣.
(٤) "المجموع المغيث" ٦٤٥/ ١.
(٥) "المسند" ٣/ ٣٦٧ - ٣٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>