للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو نعيم: مشهور ثابت (١).

قلتُ: فيه نظر؛ لأن ابن معين وجماعة أنكروا سماع الحسن من الأسود.

وأخرجه ابن حبان في "صحيحه": "ما مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إلا عَلَى فِطْرَةِ الإسلام حتى يعرب" (٢).

وقال أبو حاتم: يريد الفطرة التي يعهدها أهل الإسلام، حيث أخرج الخلق من صلب آدم، فأقروا له بتلك الفطرة من الإسلام، فنسبت الفطرة إلى الإسلام عند الاعتقاد، على سبيل المجاورة (٣).

وروى عوف الأعرابي، عن أبي رجاء عن سمرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كلّ مَوْلودٍ يُولَدُ عَلَى الفِطْرَةِ" فناداه الناس يا رسول الله وأولاد المشركين فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وأولاد المشركين".

وقال ابن المبارك: تفسيره: "الله أعلم مما كانوا عاملين".

وقالت جماعة: الفطرة هنا: الخلقة التي يخلق عليها المولود من المعرفة، فكأنه قَالَ كل مولود يولد على خلقة يعرف بها ربه جَلَّ وعَزَّ إذا كبر وبلغ المعرفة، يريد خلقة مخالفة لخلقة البهائم التي لا تصل بخلقتها إلى معرفة ذلك.

قَالَ: وأنكروا أن يكون المولود يُفْطر على كفر أو إيمان أو معرفة أو إنكار وإنما يولد على السلامة في الأغلب خلقة وطبعًا، وبنية ليس فيها إيمان ولا كفر ولا إنكار ولا معرفة، ثم يعتقدون الإيمان أو غيره إذا ميزوا.

واحتجوا بقوله: "كمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ" يعني: سالمة.


(١) "حلية الأولياء" ٨/ ٢٦٣.
(٢) "صحيح ابن حبان" ١/ ٣٤١ (١٣٢) كتاب: الإيمان، باب: الفطرة.
(٣) "صحيح ابن حبان" ١/ ٣٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>