للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنه لا ينفعه إيمانه إذا لم يقارنه عمل سواه، فأعلمه أنه من قال هذِه الكلمة، أنه يدخل في جملة المؤمنين، وإن تعرى عن عمل سواها.

ثانيها: أن يكون أبو طالب قد عاين أمر الآخرة وأيقن بالموت، وصار في حالة لا ينتفع بالإيمان لو آمن، وهو الوقت الذي قَالَ فيه: أنا على ملة عبد المطلب عند خروج نفسه فرجا له - صلى الله عليه وسلم - أن من قالها وأقر بنبوته أن يشفع له بذلك، ويحاج له عند الله في أن يتجاوز عنه ويتقبل منه إيمانه في تلك الحال، ويكون ذلك خاصًّا لأبي طالب وحده، لمكانه من الحماية والمدافعة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفيه نزلت {وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ} [الأنعام: ٢٦] على قول ابن عباس (١)، وقال مجاهد: يعني به قريشًا (٢)، وأكثر المفسرين أنه للكفار ينهون عن اتباعه ويبعدون عنه، وهو أشبه؛ لأنه متصل بأخبار الكفار، وقد روي مثل هذا المعنى عن ابن عباس (٣)، ألا ترى أنه قد نفعه وإن


(١) رواه عن ابن عباس عبد الرزاق في "التفسير" ١/ ١٩٩ (٧٨٥) وسعيد بن منصور في "سننه" ٥/ ١٠ - ١١ (٨٧٤)، والطبري في "تفسيره" ٥/ ١٧٢ (١٣٧٣، ١٣٧٤، ١٣٧٥)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" ٤/ ١٢٧٨ (٧٢٠٦)، والطبراني في "الكبير" ١٢/ ١٣٣ (١٢٦٨٢)، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٣١٥ كتاب: التفسير، والبيهقي في "الدلائل" ٢/ ٣٤٠ - ٣٤١، والواحدي في "أسباب النزول" (٤٢٦)، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ١٥ إلى الفريابي وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه وابن أبي شيبة.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. قال الهيثمي: رواه الطبراني، وفيه: قيس بن الربيع، وثقه شعبة وغيره، وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات. "مجمع الزوائد" ٧/ ٢٠.
(٢) رواه عنه الطبري في "تفسيره" ٥/ ١٧١ (١٣١٦٩، ١٣١٧٠).
(٣) رواه عن ابن عباس ابن جرير في "تفسيره" ٥/ ١٧١ (١٣١٦٣)، وابن أبي حاتم ٤/ ١٢٧٨ (٧٢٠٧)، وعزاه السيوطي في "الدر" ٣/ ١٥ إلى ابن المنذر وابن مردويه.

<<  <  ج: ص:  >  >>