للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النار (١). وقال مجاهد: {غُدُوًّا وَعَشِيًّا}: من أيام الدنيا (٢).

وقال الفراء: ليس في القيامة غدو ولا عشي، لكن مقدار ذلك (٣).

ويرد عليه قوله: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ} [غافر: ٤٦] فدل على أن الأول بمنزلة عذاب القبر.

وحديث البراء مفسر للآية، وقد اختلف في قوله: {فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا} [إبراهيم: ٢٧] فقَالَ طاوس: قول: لا إله إلا الله (٤). وقال قتادة: يثيبهم بالخير والعمل الصالح (٥)، وقيل: الحياة حياتان: دنيا وهي التي نحن فيها؛ لأنها تقدمت ودنت، والثانية الآخرة؛ لأنها تأخرت.

وحديث ابن عمر في أهل القليب قد يكون هو المحفوظ؛ لأنه لا يكلم من لا يسمع كلامه، وإذا أراد الله إسماع شيء أسمعه، ألا تراه أنه عرض الأمانة على السموات والأرض والجبال، وأن النار اشتكت إلى ربها تعالى، ويكون معنى قوله: {لَا تُسْمِعُ المَوْتَى} الآية [النمل: ٨٠] مثل قوله: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: ٥٦] ويعني بالموتى وأهل القبور من سبق فرب علم الله أنه لا يسلم، ويكون قول عائشة إنما حملته على التأويل، وإن كانت ما قالته عائشة محفوظًا فإنما حمله ابن عمر على التأويل.


(١) ذكره القرطبي في "تفسيره" ١٥/ ٣١٩.
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" ١١/ ٦٧ (٣٠٣٧٣).
(٣) "معاني القرآن" ٣/ ٩.
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" ٧/ ٤٥٠ - ٤٥١ (٢٠٧٧٥).
(٥) المصدر السابق برقم (٢٠٧٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>