للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ابن نمير، واللفظ له عن ابن بشر عنه (١).

ثانيها:

هذا الحديث أدخله الحفاظ في مسند عائشة دون الحارث، وليس للحارث هذا في الصحيحين رواية، وإنما له رواية في سنن ابن ماجه فقط (٢)، وعده ابن الجوزي فيمن روى من الصحابة حديثين، مراده في غير الصحيحين، وليس في الصحابة في الصحيحين من اسمه الحارث غير الحارث بن ربعي أبي قتادة، على أحد الأقوال في اسمه، والحارث بن عوف أبي واقد الليثي، وهما بكنيتيهما أشهر، وأما خارج الصحيحين فجماعات كثيرون فوق المائة وخمسين.

والحارث الواقع هنا هو الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أخو أبي جهل لأبويه، وابن عم خالد بن الوليد، شهد بدرًا كافرًا وانهزم، وله يقول حسان:

إن كنت كاذبة بما حدثتني … فنجوت منجى الحارث بن هشام

ترك الأحبة أن يقاتل دونهم … ونجا برأسي طمرة ولجام

فاعتذر الحارث عن فراره فقال:

القوم أعلم ما تركت قتالهم … حتَّى حَبَوا مهري بأشقر مزبد

وعرفت أني إن أقاتل واحدًا … أقتل ولا ينكى عدوي مشهدي

فصددت عنهم والأحبة فيهم … طمعًا لهم بعقاب يوم مفسد (٣)

فقال الأصمعي: لم أسمع أحسن من اعتذاره في الفرار.


(١) مسلم (٢٣٣٣) في الفضائل، باب: عرق النبي - صلى الله عليه وسلم - في البرد وحين يأتيه الوحي.
(٢) "سنن ابن ماجه" (١٩٩١).
(٣) رواه الحاكم في "المستدرك" ٣/ ٣١٣، وانظر: "الاستيعاب" ٣/ ٣٦٤ - ٣٦٥.