للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ونقل صاحب "المحكم" عن الزجاج (١) في معنى قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} [هود: ٧٨] كنى ببناته عن نسائهم، ونساءُ أمةِ كلِّ نبيٍّ بمنزلة بناته، وأزواجه بمنزلة أمهاتهم.

وحكى جماعة من المفسرين في ذَلِكَ قولين:

أحدهما: أنه أراد بنتيه حقيقة؛ لأن الجمع يقع عَلَى الاثنين.

والثاني: أنه أراد نساء أمته؛ لأنه وليُّ أمته (٢).

وأما الراوي عن عائشة فهو أبو عبد الله عروة بن الزبير بن العوام ابن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي الأسدي المدني التابعي الجليل المجمع عَلَى إمامته وتوثيقه ووفور علمه، وهو أحد فقهاء المدينة السبعة، وهم: سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وسليمان بن يسار، وخارجة بن زيد بن ثابت، وفي السابع ثلاثة أقوال:

أحدها: أبو سلمة بن عبد الرحمن.

ثانيها: سالم بن عبد الله بن عمر.

ثالثها: أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام. وقد جمعهم الشاعر على هذا القول الأخير فقال:

ألا إن من لا يقتدي بأئمةٍ … فقسمته ضيزى من الحق خارجة

فخذهم عبيد الله عروة قاسم … سعيد أبو بكر سليمان خارجة


(١) "المحكم" ٤/ ٢٥٦ [أهل] لكن في معنى قوله: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِك} [هود: ٤٦].
(٢) انظر: "تفسير الطبري" ١٢/ ٨٤، "تفسير القرطبي" ٩/ ٧٦، "تفسير الماوردي" ٢/ ٤٨٨، "زاد المسير" ٤/ ١٣٧ - ١٣٨، "الدر المنثور" ٣/ ٦١٩ - ٦٢٠.