للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأحجبه، فنزلت {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الحَاجِّ} (١) [التوبة: ١٩] الآية. أي: هم أرفع منزلة من ذَلِكَ، وهم مشركون، أولئك الذين وصيناهم بالإيمان والهجرة والجهاد، هم الفائزون بالجنة من النار.

السادسة: في "شرح الهداية": يُكره أن لا يبيت بمنى ليالي الرمي؛ لأن الشارع بات بها، وكذا عمر وكان يؤدب عَلَى تركه، فلو بات في غيره متعمدًا لا يلزمه شيء، وقال بعض الشيوخ: المبيت في هذِه

الليالي سنة عندنا، وبه قَالَ أهل الظاهر (٢).

قَالَ القرطبي: وروي نحوه عن ابن عباس (٣) والحسن البصري قَالَ: والمبيت بمنى ليالي التشريق من سنن الحج بلا خلاف، إلا لذوي السقاية، أو الرعاة، ومن تعجل بالنفر في ترك ذَلِكَ في ليلة واحدة، أو جميع الليالي، كان عليه دم عند مالك (٤)، وللشافعي فيه قولان: أصحهما وجوبه (٥)، وبه قَالَ أحمد (٦).

السابعة: من المعذورين عن المبيت:

من له مال يخاف ضياعه إن اشتغل بالمبيت، أو يخاف عَلَى نفسه، أو كان به مرض، أو له مريض، أو يطلب آبقًا، وشبه ذَلِكَ ففي هؤلاء وجهان عندنا أصحهما وهو المنصوص: يجوز لهم ترك المبيت ولا شيء


(١) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٣/ ٣٩٥ وعزاه إلى الفريابي.
(٢) انظر: "المحلى" ٧/ ١٨٤.
(٣) في هامش الأصل: من خط الشيخ: رواه ابن عيينة عن عمرو عنه، قاله ابن بطال.
(٤) انظر "التفريع" ١/ ٣٤٢، "عيون المجالس" ٢/ ٨٢٤.
(٥) انظر "البيان" ٤/ ٣٥٦، "المجموع" ٨/ ١١١، "روضة الطالبين" ٣/ ٩٩، ١٠٤.
وانظر "المستوعب" ٤/ ٢٥٧، "المغني" ٥/ ٣٢٥.
(٦) انتهى من "المفهم" ٣/ ٤١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>