للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال الخطابي: قوله: {مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: ١٩٩] في ضمنه الأمر بالوقوف بعرفة؛ لأن الإفاضة والانتشار إنما يكون عن اجتماع قبله بها (١).

وكذا قَالَ ابن بطال: في الآية دليل أنه قد أمرهم بوقوف عرفة قبل إفاضتهم منها، غير أنا لم نجده، ذكر لنا ابتداء ذَلِكَ الوقوف، وبينه الشارع كما سيأتي.

فإن قلت: ثم يفيض (المهملة) (٢): وقال تعالى: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ المَشْعَرِ الحَرَامِ} [البقرة: ١٩٨]، ثم قَالَ: {ثُمَّ أَفِيضُوا} [البقرة: ١٩٩] وإنما الإفاضة من عرفات قبل المجيء إلى المشعر الحرام فالجواب أن (ثم) بمعنى الواو، والمختار أنها عَلَى بابها، والمعنى: ثم آمركم بالإفاضة من عرفات من حيث أفاض الناس، وفيه معنى التوكيد؛ لأنهم أمروا بالذكر عند المشعر الحرام إذا أفاضوا من عرفات، ثم أكد عليهم الإفاضة من حيث أفاض الناس لا من حيث كانت قريش تفيض.

وزعم الطحاوي أن ظاهر الآية: فإذا أفضتم من عرفات، وقوله: {مِنْ حَيثُ أفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: ١٩٩]، والإفاضة الأولى من عرفات، والثانية من المشعر الحرام؛ لأنه قَالَ: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ المَشْعَرِ الحَرَامِ} [البقرة: ١٩٨]، إلى {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيثُ أفَاضَ


= والحديبية سنة ست، وفي تهذيب النووي: أسلم عام خيبر، انتهى.
وخيبر سنة سبع، قال النووي: وقيل: أسلم عام الفتح، انتهى.
والفتح في السنة الثامنة في رمضان.
(١) "أعلام الحديث" ٢/ ٨٨٧.
(٢) كذا في الأصل ولعلها: (المهلة).

<<  <  ج: ص:  >  >>