للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

التاسع: قولها: (وَكَانَ يَخْلُو بِغَارِ حِرَاءٍ). هذا هو الذي نعرفه (هنا) (١) في البخاري، وأبدل بعض شيوخنا لفظة: (يخلو) بـ (يجاور) ثمَّ تكلم عَلَى مادة جاور وشَرَعَ ينقل الفرق بينه وبين الاعتكاف، بأن المجاورة قَدْ تكون خارج المسجد بخلاف الآعتكاف ولا حاجة إلى ذَلِكَ كله فتنبه له، نعم لفظ الجوار ورد في حديث جابر الآتي في كتاب: التفسير كما ستعلمه (٢)، وفي "صحيح مسلم" فيه: "جاورت بحراء شهرًا فلما قضيت جواري نزلت فاستبطنت بطن الوادي" الحديث (٣).

العاشر: قولها: (فَيَتَحَنَّثُ فِيهِ). هو بحاء مهملة ثمَّ نون ثمَّ مثلثة، وقد فسر في الحديث بأنه التعبد، وهو صحيح، وأصله اجتناب الحنث -وهو: الإثم- وكأنّ المتعبد يلقي بعبادته عن نفسه الإثم، وقال ابن هشام: التحنث: التحنف يبدلون الفاء من الثاء يريدون الحنيفية (٤)، وقال أبو (أحمد) (٥) العسكري: رواه بعضهم: يتحنف -بالفاء- ثمَّ نقل عن بعض أهل العلم أنه قَالَ: سألت أبا عمرو الشيباني عن ذَلِكَ فقال: لا أعرف يتحنث، إنما هو يتحنف من الحنيفية أي: يتتبع دين الحنيفية،


= "الجرح والتعديل" ٧/ ٢٧٠، "وفيات الأعيان" ٤/ ٣٠٩، "سير أعلام النبلاء" ٦/ ٢٤٨ (١١١)، "الوافى بالوفيات" ٣/ ٨٣.
(١) ساقطة من (ج).
(٢) سيأتي برقم (٤٩٢٢). كتاب التفسير، سورة المدثر باب (١).
(٣) مسلم (١٦١/ ٢٥٧) كتاب: الإيمان، باب: بدء نزول الوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(٤) "السيرة النبوية" ١/ ٢٥٤.
(٥) في (ف): محمد، والمثبت هو الصواب، وهو الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، أبو أحمد المحدث الأديب من كتبه: "التصحيف"، "الحكم والأمثال"، "راحة الأرواح"، توفي سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة. انظر ترجمته في: "المنتظم" ٧/ ١٩١، "وفيات الأعيان" ٢/ ٨٣ - ٨٥، "سير أعلام النبلاء" ١٦/ ٤١٣ - ٤١٥.