للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هذِه الواقعة كانت في حجة الوداع، وهو الصحيح، وحديث أم الحصين السالف يؤيده، فإنها سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول ذَلِكَ في حجة الوداع كما أخرجه مسلم، وعند القاضي عياض يوم الحديبية حين أمرهم بالحلق، ويحتمل أنه قاله في الموضعين (١)، وهو الأشبه؛ لأن جماعة من الصحابة توقفت (٢) في الحلق فيهما.

وقال ابن بطال: هذا قاله - صلى الله عليه وسلم - يوم الحديبية فيما رواه ابن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة (٣)، كما ستعلمه إن شاء الله في بابه، وأنه - عليه السلام - أمرهم أن ينحروا ويحلقوا فما قام رجل، فقالها ثلاثًا، فدخل على أم سلمة فقال لها: "أما ترين الناس آمرهم بالأمر فلا يفعلونه" فاعتذرت وقالت: ادع حالقك فاذبح واحلق؛ فان الناس إذا رأوك فعلتُ ذَلِكَ فعلوا، فخرج وفعل ذَلِكَ، فقام الناس فنحروا وحلق بعض وقصر بعض، فدعا للمحلقين ثلاثًا وللمقصرين مرة.

وذكر ابن إسحاق، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: حلق رجال يوم الحديبية وقصر آخرون. فقال - عليه السلام -: "اللهم ارحم المحلقين ثلاثًا" قيل: يا رسول الله، ما بال المحلقين ظاهرت لهم في الترحم؟ قال: "لأنهم لم يشكوا". وهذا في ابن ماجه (٤)، وورد في


(١) "إكمال المعلم" ٤/ ٣٨٣ - ٣٨٤.
(٢) في (ج): عن.
(٣) رواه ابن إسحاق كما في "سيرة ابن هشام" ٣/ ٣٥٦، وانظر: "سيرة ابن هشام" ٣/ ٣٦٨ - ٣٦٩.
(٤) ابن ماجه (٣٠٤٥) كتاب: المناسك، باب: الحلق، و"سيرة ابن هشام" ٣/ ٣٦٨ - ٣٦٩، وكذا رواه أحمد ١/ ٣٥٣، والفاكهي في "أخبار مكة" ٥/ ٧٢ (٢٨٦٢)، وأبو يعلى ٥/ ١٠٦ (٢٧١٨)، والطحاوي "شرح معاني الآثار" ٢/ ٢٥٥ - ٢٥٦، والطبراني ١١/ ٩٣ (١١١٥٠)، وابن عبد البر في "التمهيد" ١٥/ ٢٣٤ - ٢٣٥ وجادة. =

<<  <  ج: ص:  >  >>