للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لأنه كان صغيرًا في حجة الوداع قد ناهز الحلم، ومثله لا يأتي النساء، وكذلك قالت عائشة -في حديث الأسود: فلما قدمنا تطوفنا بالبيت (١)، وهي لم تطف حَتَّى طهرت، ورجعت من عرفة؛ لأنها قالت فيه: ونساؤه لم يسقن الهدي، فأهللن فحضت، فلم أطف بالبيت بعد أن قالت: تطوفنا. وعلى هذا التأويل يخرج قول من قال: تمتع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتمتعنا معه (٢)، يعني: أمر، وقد تقدم معنى قولها: فلما مسحنا البيت، أحللنا (٣)، تريد السعي، وعليه تأوله الفقهاء (٤).

وقال الداودي: فيه تقديم وتأخير واختصار، ومعناه اعتمرت أنا والزبير وفلان وفلان، فلما مسحنا البيت أحللنا ثم أهللنا بالحج، واعتمرت عائشة بعد أن حلت من حجها؛ لأن الروايات من غير طريق أن عائشة أتت البيت وهي حائض.

وقال غيره: مسحنا بالبيت أي: طفنا؛ لأن من طاف به مسح الركن فصار اسمًا له.

فائدة:

في آخر حديث عبد الله بن أبي أوفى "بَشِّروا خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب". البيت: القصر، والبيت: الشرف أيضًا، قاله ابن الأعرابي، قال: والقصب: الدر المجوف، وقال

الهروي: أراد بشرها بقصر من زمردة مجوفة، أو لؤلؤة مجوفة،


(١) رواه مسلم (١٢١١).
(٢) رواه مسلم (١٢٢٦/ ١٧١) باب: جواز المتعة.
(٣) رواه مسلم (١٢٢٦/ ١٧١) باب: جواز المتعة.
(٤) من قول المصنف -رحمه الله- وقولها: فاعتمرت أنا وأختي … إلى هذا الموضع هو في "شرح ابن بطال" ٤/ ٤٤٩ - ٤٥٠ حكاه عن المهلب. بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>