للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

السالف، وقال: والغرض فيه ما حدثنيه ثمَّ ساقه بإسناده (١).

وقال ابن منده (٢): اختلف في إسلامه (٣)، وظاهر الحديث يدل عَلَى إسلامه من قوله: (يا ليتني كنت فيها جذعًا). وما بعده، وذكر ابن إسحاق أنه - صلى الله عليه وسلم - لما أخبره قَالَ له ورقة: إنك والذي نفسي بيده لنبي هذِه الأمة، ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى، وذكر الحديث، قَالَ: ثمَّ أدنى رأسه منه فقبل يافوخه (٤).

الثامن بعد الأربعين: قولها: (وَكَانَ امْرَأً تَنَصَّرَ فِي الجَاهِلِيَّةِ). أي: صار نصرانيًا وترك عبادة الأوثان وفارق طرائق الجاهلية، والجاهلية: ما قبل نبوة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، سموا بذلك لما كانوا عليه من فاحش الجهالات.

التاسع بعد الأربعين: قولها: (وَكَانَ يَكْتُبُ الكِتَابَ العِبْرَانيَّ فَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ) هكذا وقع هنا العبراني والعبرانية، ووقع في موضع آخر من "صحيح مسلم": العربي، فيكتب بالعربية من


(١) "المستدرك" ٢/ ٦٠٩ - ٦١٠.
(٢) هو الإمام الحافظ الجوال، محدث الإسلام، أبو عبد الله محمد ابن المحدث أبي يحقوب إسحاق ابن الحافظ أبي عبد الله محمد بن يحيى بن منده، قال الذهبي: لم أعلم أحدًا كان أوسع رحلة منه، ولا أكثر حديثًا منه مع الحفظ والثقة، فبلغنا أن عدة شيوخه ألف وسبعمائة شيخ، من مصنفاته كتاب "الإيمان"، و"التوحيد" و"التاريخ" وهو كتاب كبير جدًا، و"معرفة الصحابة".
قال الحافظ ابن عساكر: لابن منده في كتاب "معرفة الصحابة" أوهام كثيرة، وقيل: إنه اختلط في آخر عمره. انظر ترجمته في: "المنتظم" ٧/ ٢٣٢، "سير أعلام النبلاء" ١٧/ ٢٨ (١٣)، "تذكرة الحفاظ" ٣/ ١٠٣١، "الوافي بالوفيات" ٢/ ١٩، "شذرات الذهب" ٣/ ١٤٦.
(٣) نقله عنه ابن الأثير في "أسد الغابة" ٥/ ٤٤٧ وقد تقدم.
(٤) "سيرة ابن إسحاق" ص ١٠٠ - ١٠٣ (١٤٠). واليافوخ: وسط الرأس.