للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: {فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٧٠) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ (٧١)} [غافر: ٧٠ - ٧١] قَالَ: وقد استعمل كل منهما في موضع يعني: إذ وإذا، ومن الثاني قوله تعالى: {إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ} [آل عمران: ١٥٦]، {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً} [الجمعة: ١١]، و {إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ} (١) [التوبة: ٩٢].

السابع بعد الخمسين: قوله - صلى الله عليه وسلم -: ("أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟ ") هو بفتح الواو وتشديد الياء آخره وهو جمع مخرج، ويجوز تخفيف الياء عَلَى وجه، والصحيح التشديد، وبه جاءت الرواية، ويجوز في الياء المشددة الفتح والكسر وهو نحو قوله تعالى: {بِمُصْرِخِيَّ} [إبراهيم: ٢٢]، وقرئ بهما في السبعة (٢) فالياء الأولى ياء الجمع، والثانية ضمير المتكلم وفتحت للتخفيف لئلا تجتمع الكسرة وياءان بعد كسرتين، وقال ابن مالك: الأصل فيه: أومخرجوني هم (٣)، سقطت نون الجمع بالإضافة، واجتمعت ياء وواو وسبقت إحداهما بالسكون، فأبدلت الواو ياء وأدغمت، ثمَّ أبدلت الضمة التي كانت قبل الواو كسرة تكميلًا للتخفيف، وفتحت الياء في "مُخْرِجِيَّ" للتخفيف (٤). لئلا تجتمع الأمثال الكثيرة وياءان بعد كسرتين، وقال السهيلي: لابد من تشديد الياء في: "مُخْرِجِيَّ" لأنه جمع (٥).


(١) "شواهد التوضيح" لابن مالك ص ٩ - ١٠.
(٢) بكسر الياء الثانية قرأ حمزة وبفتحها قرأ الباقون، وروى إسحاق الأزرق عن حمزة: (بمصرخيَّ) بفتح الياء الثانية. انظر "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٢٨.
(٣) الذي في "شواهد التوضيح" ص ١٣: أومخرجوي هم؟ ولم يذكر شيئًا عن سقوط نون الجمع، والله أعلم.
(٤) "شواهد التوضيح" ص ١٣.
(٥) "الروض الأنف"١/ ٢٧٤.