للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الثاني: وهو التاسع بعد الخمسين: ("مُخْرِجِيَّ") خبر مقدم و"هم" مبتدأ ولا يجوز العكس كما نبه عليه ابن مالك؛ لأن "مُخْرِجِيَّ" نكرة فإن إضافته غير محضة، وهو اسم فاعل بمعنى الاستقبال فيؤدي إلى الإخبار بالمعرفة عن النكرة من غير مصحح (١). ويجوز أن يكون "هم" فاعلًا سد مسد الخبر، و"مُخْرِجِيّ" مبتدأ عَلَى لغة: أكلوني البراغيث. ولو روي "مُخْرِجِيَّ" بسكون الياء أو فتحها مخففة عَلَى أنه مفرد. وقد سلف جوازه؛ لصحَّ جعله مبتدَأ ومَا بعدهَ فاعلًا سد مسد الخبر كما تقول: أومخرجي بنو فلان؟ لاعتماده عَلَى حرف الاستفهام كقوله - صلى الله عليه وسلم -: "أحيٌّ والداك؟ " (٢) والمنفصل من الضمائر يجري مجرى الظاهر، ومنه قول الشاعر:

أمنجز أنتم وعدًا وثِقْتُ به … أم اقْتَفَيْتُم جميعًا نهج عُرْقُوب (٣)

وجزم السهيلي بأنه خبر مبتدأ مقدم، قَالَ: ولو كان المبتدأ اسمًا ظاهرًا لجاز تخفيف الياء ويكون الاسم الظاهر فاعلًا لا مبتدأ (٤).

الستون: إنما قَالً: "أو مُخْرِجِيَّ هم؟ ")؛ لأنها حرم الله، وجوار بيته وبلدة أبيه إسماعيل، فلذلك تحركت نفسه، فأتى بهمزة الاستفهام على وجه الإنكار والتفجع لذلك والتألم، وقد ذكر ابن إسحاق في "السيرة" عن ورقة أنه قَالَ بعد قوله: ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء


(١) "شواهد التوضيح" ص ١٣.
(٢) سيأتي برقم (٣٠٠٤) كتاب: الجهاد والسير، باب: الجهاد بإذن الأبوين، ورواه مسلم (٢٥٤٩) كتاب: البر والصلة، باب: بر الوالدين. من حديث عبد الله بن عمرو.
(٣) "شواهد التوضيح" ص ١٣ - ١٤.
(٤) "الروض الأنف" ١/ ٢٧٤.