للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أكلفا وميرتها يكون من القرى المفتتحة، وإليها تساق غنائمها (١).

وقوله: ("أُمِرْتُ بِقَرْيَةٍ") يريد: أمرت بالهجرة إليها، قاله ابن بطال (٢)، وابن التين، فإن كان قاله بمكة فلا نسخ، وإن كان بالمدينة فبسكناها.

وقوله: ("يَقُولُونَ: يَثْرِبُ") يعني: أن بعض الناس من المنافقين يسمونها كذلك، فكره أن تسمى باسمها في الجاهلية، وسماها الله فلا تسمى بغير ما سماها، وكانوا يسمونها يثرب باسم أرض بها، فغير النبي - صلى الله عليه وسلم - اسمها وسماها طيبة وطابة (٣)؛ لحسن لفظها؛ كراهة التثريب، وهو التوبيخ والملامة، وإنما سميت في القرآن بها على وجه الحكاية لتسمية المشركين، وفي "مسند أحمد" كراهية تسميتها بذلك (٤)، وقد روي عنه أنه قال: "من قال: يثرب فكفارته أن يقول: المدينة، عشر مرات" (٥)، يريد بذلك التوكيد أن يقال لها: المدينة،


(١) "صحيح مسلم بشرح النووي" ٩/ ١٥٤.
(٢) "شرح ابن بطال" ٤/ ٥٤٢.
(٣) ورد بهامش الأصل: في مسلم مرفوعًا أن الله تعالى سماها طابة، وفي غيره من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "هي طابة هي طابة" كأن الشيخ أشار، إلى ما رواه أحمد فقال: حدثنا إبراهيم بن مهدي: ثنا صالح ابن عمر، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من سمى المدينة يثرب فليستغفر الله -عز وجل- هي طابة، هي طابة" والظاهر أنه متمسك عيسى بن دينار.
(٤) "مسند أحمد" ٤/ ٢٨٥ من حديث البراء مرفوعًا: "من سمى المدينة يثرب فليستنفر الله -عز وجل- هي طابة هي طابة". وكذا رواه ابن شبة في "تاريخ المدينة" ١/ ١٦٥، وأبو يعلى ٣/ ٢٤٧ - ٢٤٨ (١٦٨٨)، والروياني ١/ ٢٤٠ (٣٤٦)، وابن عدي في "الكامل" ٩/ ١٦٥، وضعفه الألباني في "الضعيفة" (٤٦٠٧).
(٥) أورده البخاري في "التاريخ الكبير" ٦/ ٢١٧، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" ٦/ ١٤٨، ورواه العقيلي في "الضعفاء" ٣/ ١٩٨، وأورده ابن عدي في =

<<  <  ج: ص:  >  >>