للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا لا حجة لهم فيه، إنما فيه الحرمة فقط، وبقوله: "اللهم بارك لنا في تمرنا ومدنا" (١) وبقوله: "اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة" (٢) ولا حجة فيه، إنما فيه الدعاء للمدينة، وليس من باب الفضل في شيء، وبقوله: "المدينة كالكير" (٣) ولا حجة فيه؛ لأن هذا إنما هو في وقت دون وقت، وقوم دون قوم، وخاص دون عام، وبقوله في النسائي: "ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا المدينة ومكة" (٤) ومعنى وطئه: أَمره وتقويه، لا يمكن غير هذا تفسير لما أسلفناه.

قلت: لكن ظاهر حديث فاطمة بنت قيس في مسلم: "فلا يدع قرية إلا هبطها" (٥) يخالفه، وفي "الأوسط" للطبراني من حديث أبي هريرة وابن عمر مرفوعًا "ينزل الدجال خندق المدينة، فأول من يتبعه النساء والإماء" الحديث (٦).


(١) يأتي برقم (١٨٨٩) كتاب: فضائل المدينة، باب: كراهية النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تعرى المدينة، ورواه مسلم (١٣٧٦) كتاب: الحج، باب: الترغيب في سكنى المدينة. من حديث عائشة.
(٢) يأتي برقم (١٨٨٥) كتاب: فضائل المدينة، ورواه مسلم (١٣٦٩) كتاب: الحج، باب: فضل المدينة، من حديث أنس.
(٣) يأتي برقم (١٨٨٣) كتاب: فضائل المدينة، باب: المدينة تنفي الخبث، ورواه مسلم (١٣٨٣) كتاب: الحج، باب: المدينة تنفي شرارها، من حديث جابر.
(٤) يأتي برقم (١٨٨١) كتاب: فضائل المدينة، باب: لا يدخل الدجال المدينة، ورواه مسلم (٢٩٤٣) كتاب: الفتن، باب: قصة الجساسة، والنسائي في "الكبرى" ٢/ ٤٨٥ (٤٢٧٤) كتاب: الحج، باب: منع الدجال من المدينة. من حديث أنس.
(٥) مسلم (٢٩٤٢) كتاب: الفتن وأشراط الساعة، باب: قصة الجساسة.
(٦) حديث ابن عمر رواه أحمد ٢/ ٦٧، والطبراني في "الكبير" ١٢/ ٣٠٧ - ٣٠٨ =

<<  <  ج: ص:  >  >>