للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا حجة عليهم لا لهم؛ لأن ابن عياش لم ينكر لعمر أنه قال ما قرره عليه بل احتج لقوله ذلك بما لم يعترض فيه، فصح أن ابن عياش -وهو صحابي (١) - كان يقول بأن مكة أفضل من المدينة، وليس في قول عمر تفضيل لإحداهما على الأخرى وإنما فيه تقرير عبد الله على قوله فقط ونحن نوجدهم عن عمر تصريحًا بأن مكة أفضل منها، ثم ساق بإسناده عنه: "صلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجد رسول الله" (٢) قال: وهذا سند كالشمس في الصحة، فهذان صاحبان لا يعرف لهما من الصحابة مخالف، ومثل هذا حجة عندهم. وعن ابن المسيب: من نذر أن يعتكف في مسجد إيلياء فاعتكف في مسجد المدينة أجزأ عنه، ومن نذر أن يعتكف في مسجد المدينة فاعتكف في المسجد الحرام أجزأ عنه (٣) فهذا فقيه أهل المدينة يفضل مكة على المدينة.

قال: واحتجوا بأحاديث موضوعة يجب التنبيه عليها والتحذير منها، منها: أنه رأى رجلًا دفن بالمدينة فقال: "لمن تربتها خلق" وهو خبر موضوع بسبب ابن زبالة، وهو ساقط بالجملة متفق على إطراحه (٤)،


(١) يكنى أبا الحارث، حفظ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عنه، وذكر أنه ولد بأرض الحبشة، واسم جده -أبي ربيعة: عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
انظر تمام ترجمته في: "معرفة الصحابة" ٣/ ١٧٣٩ (١٧٢١)، "الاستيعاب" ٣/ ٩٠ (١٦٤٦)، "أسد الغابة" ٣/ ٣٦٠ (٣١١٣)، "الإصابة" ٢/ ٣٥٦ (٤٥٧٦).
(٢) تقدم باستيفاء.
(٣) رواه عبد الرزاق في "المصنف" ٤/ ٣٥٠ - ٣٥١ (٨٠٢٥)، ٨/ ٤٥٥ (١٥٨٨٩).
(٤) ابن زبالة هو: محمد بن الحسن بن أبي الحسن القرشي المخزومي المدني.
قال ابن معين: والله ما هو بثقة. وقال مرة: كذاب خبيث لم يكن بثقة ولا مأمون يسرق. وقال البخاري: عنده مناكير، وقال أحمد بن صالح المصري: كتبت منه =

<<  <  ج: ص:  >  >>