للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال القاضي في "معونته": لا يجوز أن يسأل الشارع ربه أن يحبب إليه الأدون دون الأعلى (١)، ودعاؤه بالبركة في الصالح والمد عبر به عن الطعام الذي يكال بهما (٢).

وقوله: ("وانقل حماها إلى الجحفة")؛ لأنها كانت يومئذ دار شرك، وكان - صلى الله عليه وسلم - كثيرًا ما يدعو على من لم يجبه إلى الإسلام، إذا خاف منه معونة أهل الكفر، ويسأل الله أن يبتليهم بما يشغلهم عنه، وقد دعا على قومه أهل مكة حين يئس منهم فقال: "اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف" (٣) ودعا على أهل الجحفة بالحمى، ليشغلهم بها فلم تزل الجحفة من يومئذ أكثر بلاد الله حمى، وإنه ليتقى شرب الماء من عينها التي يقال لها: عين خُمّ، فقل من شرب منه إلا حمّ، وهو متغير الطعم. وقال الخطابي: كان أهل الجحفة إذ ذاك يهودًا (٤). وقيل: إنه لم يبق أحدٌ من أهلها حينئذ إلا أخذته الحمى.


= عن مسلم بن يسار: كان من دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم -، به سواء.
قال الحافظ ابن عبد البر في "التمهيد" ٢٤/ ٥٠: لم تختلف الرواة عن مالك في إسناد هذا الحديث ولا في متنه. وروى الطبراني (٢٠) (٣٣٢) عن معاذ بن جبل، في حديث طويل أمره فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يدعو بدعوات، في آخرها: "اللهم أغنني من الفقر واقض عني الدين، وتوفني في عبادك وجهاد في سبيلك"، قال الهيثمي: ١٠/ ١٨٦: في إسناده من لم أعرفه.
وروى الديلمي كما في "الفردوس" ١/ ٤٨٧ (١٩٨٩) عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا، بلفظ حديث "الموطأ"، وفي آخره: "وقوني على الجهاد في سبيلك". قال الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين" ٥/ ١١١: قال العراقي: سنده ضعيف.
(١) "المعونة" ٢/ ٦٠٦.
(٢) وهو قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث الباب: "اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا وصححها لنا".
(٣) سلف برقم (١٠٠٧)، ورواه مسلم (٢٧٩٨) من حديث ابن مسعود.
(٤) "أعلام الحديث" ٢/ ٩٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>