قلت: والقول بالانقطاع هو قول المصنف أيضًا كما سيأتي، وتعقب ابن التركماني البيهقي فرجح ما قاله ابن حزم وقال: أخرجه النسائي وغيره من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه، وقد قال ابن معين والنسائي: لم يسمع من أبيه، فهذا معنى قول البيهقي: وفي إسناده انقطاع؛ إلا أن ابن حزم صرح بسماعه من أبيه، وتابع حميد بن عبد الرحمن أخاه أبا سلمة فرواه عن أبيه كذلك، كذا أخرجه أيضًا النسائي في "سننه" بسند صحيح، وذكر ابن حزم أن سنده في غاية الصحة وحميد سمع من أبيه نص عليه صاحب "الكمال" والرواية المرفوعة ذكرها ابن ماجه في "سننه" من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبيه، وسندها حسن، وذكرها ابن حزم ولم يذكر في إسنادها ضعفًا، إلا أسامة بن زيد وهو وإن تكلموا فيه يسيرًا فقد أخرج له مسلم في "صحيحه". اهـ "سنن البيهقي" ٤/ ٢٤٤. وقال عبد الحق الإشبيلي في "الأحكام الوسطى" ٢/ ٢٣٥: يقال: إن أبا سلمة لم يسمع من أبيه، ويروى موقوفًا عن أبي سلمة. وقال ابن القيم في "الحاشية" ٧/ ٣٣: لا يصح رفعه إنما هو موقوف. وقال البوصيري في "زوائد ابن ماجه" ص ٢٤٣ - ٢٤٤: إسناد حديث عبد الرحمن بن عوف ضعيف ومنقطع، أسامة بن زيد متفق على تضعيفه، وأبو سلمة لم يسمع من أبيه شيئًا. قاله ابن معين والبخاري. وقال الحافظ: أخرجه البزار وصوب وقفه، وكذا ابن أبي حاتم عن أبيه والدارقطني في "العلل" والبيهقي اهـ "التلخيص الحبير" ٢/ ٢٠٥. وكذا رمز السيوطي لصحة وقفه في "الجامع الصغير" (٤٩٧٤) فيض، وضعفه الألباني في "ضعيف الجامع" (٣٤٥٦)، وانظر: "الضعيفة" (٤٩٨). (١) تقدم تخريجها جميعًا.