للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والأحاديث السالفة شاهدة له، وفي "المستدرك" للحاكم أن حمزة قال: يا رسول الله، إني صاحب ظهر، وأنا أجد القوة، وأنا شاب (١)، وفي البزار وابن حبان من حديث أبي سعيد بينما نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره والناس صيام في يوم صائف انتهى إلى نهر من ماء السماء وهو على بغلة له فقال: "يا أيها الناس اشربوا" فجعلوا ينظرون إليه فقال: "إني لست مثلكم إني راكب وأنتم مشاة" الحديث (٢)، وقد قال تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: ١٨٤]. وفي "علل ابن أبي حاتم" عن أنس: سافرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمنا الصائم ومنا المفطر، وكان من صام في أنفسنا أفضل، وكان المفطرون هم الذين يعملون ويستقون، فقال - صلى الله عليه وسلم -: "ذهب المفطرون بالأجر" قال أبي: هذا حديث منكر (٣).


(١) "المستدرك" ١/ ٤٣٣، وسكت عنه الحاكم.
ورواه أبو داود (٢٤٠٣) كتاب: الصوم، باب: الصوم في السفر، وصححه الحافظ في "التلخيص الحبير" ٢/ ٢٠٤ وقال: صححه الحاكم!
وقال الألباني رحمه الله: وهم الحافظ في "التلخيص" وهمًا فاحشًا؛، فإنه صرح بأنها رواية صحيحة، وأنه صححها الحاكم!! وكل ذلك خطأ.
أما الأول؛ فواضح، وأما الحاكم، فإنه أخرجها من طريق النفيلي ولم يصححها، وإنما سكت عنها! وكذلك الذهبي!
ولم ينتبه الشيخ أحمد شاكر رحمه الله لهذا الوهم، فنقل كلام الحافظ -المذكور- في حاشيته على "المحلى" ٦/ ٢٥٣ وسكت عنه! اهـ "ضعيف أبي داود" (٤١٤).
(٢) رواه أبو يعلى في "مسنده" ٢/ ٣٣٧ - ٣٣٨ (١٠٨٠)، ٢/ ٤٢٠ (١٢١٤)، وابن خزيمة في "صحيحه" ٣/ ٢٢٨ (١٩٦٦) كتاب: الصيام، وابن حبان ٨/ ٣١٩ (٣٥٥٠) ٨/ ٣٢٣ (٣٥٥٦) كتاب: الصوم، باب: صوم المسافر.
وقال الألباني في "صحيح موارد الظمآن" (٧٥٣): صحيح لغيره.
(٣) "علل ابن أبي حاتم" ١/ ٢٥٦ (٧٥٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>