للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

نظر الناس فقال المفطرون للصوام: أفطروا، ذكره في المغازي (١)، ولأحمد: مرُّوا بغدير في الطريق نحو الظهيرة فجعلوا يلوون أعناقهم وتتوق أنفسهم إليه، فدعا بقدح (٢)، الحديث.

وله: فصام رجل من الصحابة فضعف ضعفًا شديدًا، وكاد العطش يقتله، وجعلت ناقته تدخل بين العضاة فأخبر - عليه السلام - فقال: "ائتوني به" فقال: "أنت في سبيل الله ومع رسول الله أفطر"، فأفطر (٣). وللحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم من حديث جابر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سافر في رمضان، فاشتد الصوم على رجل من أصحابه فجعلت راحلته تهيم به تحت الشجر؛ فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأمره فأمره أن يفطر، ثم دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - بإناء فوضعه على يده ثم شرب والناس ينظرون (٤).

إذا تقرر ذَلِكَ فالكلام عليه من أوجه:

أحدها:

هذا الحديث مما لم يحضره ابن عباس؛ لأنه كان مع المستضعفين بمكة، قاله ابن التين، ويدخل في المسند؛ لأنه من صحابي (٥).


(١) سيأتي برقم (٤٢٧٧).
(٢) انظر: "مسند أحمد" ١/ ٣٦٦.
(٣) رواه أحمد ٣/ ٣٢٩، وأبو يعلى في "مسنده" ٤/ ١٧٤ (٢٢٥٢).
(٤) "المستدرك" ١/ ٤٣٣ كتاب: الصوم، وقال الألباني كما في "صحيح ابن خزيمة" (٢٠٢٠) صحيح، إن سمع أبو الزبير من جابر.
(٥) قلت: هذا يسمى في أصول الفقه، وكذا في مصطلح الحديث بمرسل الصحابي وهو ما أخبر به الصحابي عن رسول الله بما لم يسمعه أو يشاهده منه؛ لغيابه أو تأخر إسلامه أو صغر سنه كابن عباس وغيره من صغار الصحابة، وهو حجة عند جمهور المحدثين والفقهاء. وللاستزادة ينظر: "علوم الحديث" لابن الصلاح رحمه الله- النوع التاسع، و"المقنع" للمصنف -رحمه الله- ١/ ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>