للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى السَّحر (١)، فلعل ذَلِكَ كان توخيًا منه للنشاط على قيام الليل؛ فإنه كان إذا دخل العشر شدَّ مئزره ورفع فراشه (٢)؛ لأن الطعام مثقل للبدن مفتر عن الصلاة يجلب الغم، فكان - عليه السلام - يؤخر الإصابة من الطعام إلى السحر؛ إذ كان الله تعالى قد أعطاه من القوة على تأخير ذَلِكَ إلى ذَلِكَ الوقت والصبر عليه ما لم يعط غيره من أمته. وقد بين لهم ذَلِكَ بقوله: "إني لست مثلكم .. " إلى آخره. فأما الصوم ليلًا فلا معنى له؟ لأنه غير وقت الصوم؛ لقوله: إلى "فقد أفطر الصائم" أي حل

وقت فطره على ما سلف، ويأتي في باب: من كره الوصال (٣) ومن فعله من السلف. واضحًا.

فائدة: قرص الشمس في أثر أبي سعيد يعني: الصورة المستديرة، ومعنى الحديث: أن ما بقي من الحمرة ليس من النهار (٤).


(١) انظر ما سيأتي برقم (١٩٦٣).
وروى الإمام أحمد في "المسند" ١/ ١٤١، وفي "فضائل الصحابة" ٢/ ٨٩٩ (١٢٣٦)، والطبراني ١/ ١٠٩ (١٨٥)، والضياء في "المختارة" ٢/ ٣٤٧ (٧٢٥) عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يواصل من السحر إلى السحر. قال الهيثمي في "المجمع" ٣/ ١٥٨: رجاله رجال الصحيح.
ورواه الطبراني في "الأوسط" ٤/ ١١٧ (٣٧٥٦) عن جابر، بلفظ حديث علي.
وحسنه الهيثمي في "المجمع" ٣/ ١٥٨.
(٢) حديث سيأتي (٢٠٢٤)، ورواه مسلم (١١٧٤) من حديث عائشة.
(٣) انظر حديث (١٩٦٥ - ١٩٦٦) باب: التنكيل لمن أكثر الوصال.
(٤) تتمة الفائدة: أثر أبي سعيد المعلق هذا وصله سعيد بن منصور في "السنن" كما في "التغليق" ٣/ ١٩٥: حدثنا سفيان، عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه، أنه نزل على أبي سعيد فرآه يفطر قبل مغيب القرص، وكذا رواه ابن أبي شيبة ٢/ ٢٧٩ (٨٩٤٩) بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>