للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"الموطأ"، عن زيد بن أسلم، عن أخيه مرسلة (١)؛ خالد أخو زيد لم يدرك عمر، وأما رواية أهل العراق: فروى الثوري، عن جبلة بن سحيم، وقد سلفت (٢)، وجاءت رواية أخرى عن عمر أنه لا قضاء عليه، روى معمر عن الأعمش عن زيد بن أسلم قال: أفطر الناس في زمن عمر فطلعت الشمس فشق ذَلِكَ على الناس وقالوا: يُقضى هذا اليوم، فقال عمر: ولم نقضي؟! والله ما تجانفنا الإثم (٣)، والرواية الأولى أولى بالصواب كما سلف، وقد روي القضاء عن ابن عباس ومعاوية (٤)، وهو قول عطاء ومجاهد والزهري (٥) والأربعة والثوري وأبي ثور (٦)، وقال الحسن: لا قضاء عليه (٧)، كالناسي، وهو قول إسحاق وأهل الظاهر (٨) وبعض ذَلِكَ تقدم.

قال ابن التين: وقاله مالك إذا كان صومه نذرًا معينًا، وحجة من أوجب القضاء إجماع العلماء أنه لو غمَّ هلال رمضان فأفطروا، ثم قامت البينة برؤية الهلال أن عليهم القضاء بعد إتمام صيامهم، ومن حجتهم أيضًا قوله تعالى: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} [البقرة: ١٨٧]


(١) "الموطأ" ص ٢٠٢ وتقدم تخريجها بزيادة.
(٢) تقدم تخريجها، وهي عند ابن أبي شيبة (٩٠٤٦)، والبيهقي ٤/ ٢١٧.
(٣) تقدمت أيضًا، وهي عند عبد الرزاق (٧٣٩٥).
(٤) رواه ابن أبي شيبة (٩٠٥٣).
(٥) رواه عنهم عبد الرزاق ٤/ ١٧٧ (٧٣٨٧ - ٧٣٨٩)، ورواه ابن أبي شيبة (٩٠٥٤) عن عطاء.
(٦) انظر: "مختصر اختلاف العلماء" ٢/ ١٤، "عيون المجالس" ٢/ ٦١٩، "البيان" ٣/ ٥٠٠، "المغني" ٤/ ٣٨٩.
(٧) رواه ابن أبي شيبة (٩٠٥١).
(٨) "المحلى" ٦/ ٢٢٩، "المغني" ٤/ ٣٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>