للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سلمة، عن ثابت (١)، وجه كونه صوابًا أن رمضان يتعين صوم جميعه.

وذكر الحميدي في "جمعه" مقالة البخاري السالفة (٢). وقال الخطابي: ذكر رمضان فيه وهم (٣).

و (سرر الشهر) بفتح السين وضمها، وعن الفراء: أنه أجود -أعني: الفتح- وسراره بالفتح والكسر، وفيه ثلاثة أقوال:

أحدها: وهو قول أبي عبيد- لأنه آخر الشهر يستتر الهلال (٤)، وبه قال عبد الملك بن حبيب: لثمان وعشرين ولتسع وعشرين، فإن كان تامًّا فليلة ثلاثين، وأنكره (٥) غيره وقال: لم يأت في صوم آخر الشهر حض.

ثاتيها: أنه وسطه، وسرار كل شيء وسطه وأفضله، كأنه يريد الأيام الغر من وسطه.

ثالثها: وهو قول الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز: سرة الشهر أوله، وعن الأوزاعي أنه آخره، حكاهما الخطابي (٦)، وحكاهما البيهقي عنه، وقال: الصحيح آخره (٧)، ولم يعرف الأزهري سرة. وهو ثابت في مسلم من حديث عمران. وحديث البخاري دال للأول. وادعى ابن التين: أنه المشهور عند أهل اللغة. وحمل الحديث الخطابي على أن الرجل كان أوجبه على نفسه نذرًا فأمره بالوفاء، أو كان اعتاده فأمره بالمحافظة عليه.


(١) مسلم (١١٦١/ ١٩٩).
(٢) "الجمع بين الصحيحين" ١/ ٣٥٠.
(٣) "أعلام الحديث" ٢/ ٩٧٤.
(٤) "غريب الحديث" ١/ ٢٥١.
(٥) ورد تعليق في الأصل: يعنى أنكره على أبي عبيد.
(٦) "أعلام الحديث" ٢/ ٩٧٤، "معالم السنن" ٢/ ٨٤.
(٧) "سنن البيهقي" ٤/ ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>