للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يوافق صومه (١) وقال الطبري: نظير كراهية ابن عمر لصيامه نظير كراهية من كره صيام رجب، إذ كان شهرًا تعظمه الجاهلية، فكره أن يعظم في الإسلام أيضًا من غير تحريم صومه إذا ابتغى بصيامه الثواب لا التشبه بأهل الشرك، وقد جاء في فضل صوم عاشوراء حديث أبي قتادة (٢) وغيره مما سلف، وكان يصومه من السلف علي وأبو موسى، وعبد الرحمن بن عوف، وابن مسعود، وابن عباس (٣)، وأمر بصومه الصديق، وعمر (٤).

فإن قلت: قد رخص في صيام أيام بعينها مقصودة بالصوم كأيام البيض، فدل أنه لا بأس بالقصد إلى يوم بعينه.

قلت: مالك أمر بصومها لمعنى كما أسلفناه، وهو الشكر لله لعارض كان فيه، وكذا صوم الجمعة إذا صامه لعارض من كسوف شمس أو قمر، أو لمعنًى فلا بأس به، وإن لم يصم قبله أو بعده مع أن مالكًا استحبه، أعني: صوم يوم عاشوراء وفضله على غيره. وكذا جميع المالكيين بالمغرب، ويتصدقون فيه ويرونه من أجل القرب اقتداءً برسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإمام مذهبهم.

تنبيهات:

أحدها: (قول) (٥) الداودي: قول معاوية: (أين علماؤكم؟) يدل أنه


(١) مسلم (١١٢٦/ ١١٩).
(٢) رواه مسلم (١١٢٦/ ١٩٦).
(٣) انظر هذِه الآثار في: "مصنف عبد الرزاق" ٤/ ٢٨٧ (٨٧٣٦، ٧٨٣٩)، و"مصنف ابن أبي شيبة" ٢/ ٣١٢ (٩٣٦١ - ٩٣٦٢)، و"سنن البيهقي" ٤/ ٢٨٦ - ٢٨٧.
(٤) رواه ابن عبد البر في "التمهيد" ٧/ ٢١٥.
(٥) في (م): قال.

<<  <  ج: ص:  >  >>