للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الحق، ورجل آتاه الله الحكمة، فهو يقضي بها ويعلمها" (١).

فبين في هذِه الترجمة، أن المراد بالحسد هو الغبطة لا الحسد، وبذلك كانت ترجمته هنا بيانًا وتأويلًا لمعنى الحديث.

وقد يترجم بأيه ويأتى بعدها بالحديث، مثاله من كتاب العلم.

"باب قول الله تعالى {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: ٨٥].

وساق السند المتصل عن علقمة عن عبد الله قال: بينما أنا أمشي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في خرب المدينة، وهو يتوكأ على عسيب معه، فمر بنفر من اليهود فقال بعضهم لبعض: سلوه عن الروح، وقال بعضهم لا تسألوه لا يجيء فيه بشيء تكرهونه، فقال بعضهم: لنسألنه فقام رجل منهم فقال: يا أبا القاسم ما الروح؟ فسكت فقلت: إنه يوحى إليه، فقمت فلما انجلى عنه فقال: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: ٨٥] قال الأعمش: هكذا فى قراءتنا، يريد البخاري أن يفيد إثبات الحكم بالمصدرين الكريمين الكتاب والسنة (٢) إلى غير ذلك من المعاني الدقيقة في تراجم البخاري التي يحفل بها صحيحه، والتي أفردها بعض العلماء بمصنفات مستقلة، منها:

- "المتواري على تراجم البخاري" لابن المنير.

- "فك أغراض البخاري المبهمة في الجمع بين الحديث والترجمة" للعلامة محمد بن منصور ابن حمامة المغربي.

- "ترجمان التراجم" لابن رشيد السبتي، ولم يتمه.


(١) المصدر السابق ٢/ ٤١ - ٤٣.
(٢) المصدر السابق ٢/ ١٤٩ - ١٥٠.